الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم ولوط ودرس مناسب
فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط. وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذٍ ساكنين في الأرض ( تك 13: 7 )
حدثت مخاصمة بين رعاة مواشي إبراهيم ورعاة مواشي لوط، وإذا قارنا هذه الحادثة البسيطة بموضوعات التكوين العظيمة مثل الخليقة، وسقوط الإنسان والطوفان، وبلبلة الألسنة في بابل، ودعوة إبراهيم ومولد إسحاق، وغيرها من الأمور الهامة، فإننا نجد أن هذه المخاصمة التي وقعت في دائرة عائلة واحدة، تبدو ضئيلة الأهمية بالنسبة لتلك الحوادث العظمى. ولكن الروح القدس ـ بخلاف العقل البشري ـ لا يترك هذه الحادثة البسيطة وما تنطوي عليه من درس، ولكنه ينتهز فرصة هذه المخاصمة لكي يجذب انتباه أولئك الذين لهم آذان للسمع. ونحن، إذ نطلب حكمة الروح القدس الكاملة، فإننا نصغي إليه فيما يريد أن يعلّمنا من هذه الحادثة.

ولا يحتاج الإنسان إلى خبرة طويلة ليكتشف أنه بالرغم من أن المخاصمات قد تكون صغيرة في أولها، إلا أنها في وقت قصير جدًا تُحدث نتائج بعيدة المدى، سواء أَ كانت هذه الخلافات بين الإخوة، أو بين الناس كأفراد، أو بين الأمم. ولقد كتب الحكيم قائلاً: «ابتداء الخصام (مثل) إطلاق الماء» ( أم 17: 14 ).

وكما أن الحرب الأهلية تكون أشد قسوة وضراوة من الحرب بين أمم مختلفة، هكذا في منازعات الأفراد، فالمنازعات التي أطرافها أقارب، تكون عادةً شديدة الوطأة وصعبة الحل.

وبدون شك كان إبراهيم متقدمًا روحيًا عن ابن أخيه لوط. ولذلك عندما لاحظ ما يدور بين الرعاة، أدرك خطر امتداد هذه المشكلة، وعلم أنه لو استمرت هذه المخاصمة دون قمع، فسيلحق العار باسم الله. ولذلك فقد تقدم بحل عملي لهذه المشكلة.

ونلاحظ في تكوين13: 7 أن الكنعانيين والفرزيين كانوا في ذلك الوقت يسكنون الأرض جنبًا إلى جنب في اتفاق وتواد، ولم ينسَ إبراهيم هذا، ودعوته للوط لكي يتفاهما معًا كانت على أساس هذه الفكرة، وأنهما أخوان. ربما قال إبراهيم للوط: يا للعار! ويا للخجل! إذا كان الوثنيون يسكنون معًا في وفاق، بينما نحن عبيد الله الحي نتخاصم!! إننا لا نستطيع أن نتقوى إلا إذا تعاونا معًا، أما إذا تمسك كل منا برأيه، فسنصير أضحوكة، ونُصبح فريسة سهلة لمَن يهاجموننا. نعم، إن هذا تفكير سليم واقعي، فضلاً عما تقتضيه الحكمة الروحية وتكريم اسم الله.

ل.م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net