الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 20 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إسحاق وعيسو
وحدث لما شاخ إسحاق وكلَّت عيناه عن النظر، أنه دعا عيسو ... وقال له: ... اصنع لي أطعمة كما أحب ... حتى تُباركك نفسي .. ( تك 27: 1 - 4)
على قدر ما كان إسحاق يحب عيسو، فإن رفقة أحبت يعقوب ( تك 25: 28 ). وهكذا نرى بيتًا دبَّ فيه الانقسام بشكل مُحزن. وهذا أنشأ صراعًا في البيت، وأحدث فجوة بين الأخوين. إن التفرقة في المحبة والمعاملة بين الأولاد، مهما كانت الأسباب، لا تتفق مع مبادئ الله التي يوصينا بها في بيوتنا. فدعونا نتعلَّم كآباء من الآب السماوي الذي يحكم بغير مُحاباة ( 1بط 1: 17 ).

كان إسحاق يتجنب المواجهة مع عيسو لأنه كان عنيفًا وشرسًا، وإسحاق كان إنسانًا مُسالمًا ووادعًا، بالإضافة إلى أنه كان يُحضر له الصيد الذي يحبه، لهذا كان يتعامل معه باللطف الزائد ولو كان على حساب البر.

إن الشجاعة الأدبية تقتضي التوبيخ الأبوي الحازم في المواقف التي تحتاج إلى توبيخ. وكم من آباء يتجنبون المواجهة مع أبنائهم ويؤثِرون المُسَالَمة ربما بسبب ضعف في شخصياتهم، أو بسبب أخطاء مُخجلة حدثت منهم والأولاد على علمٍ بها، أو بسبب شراسة الأولاد وتمردهم! ومع الوقت تضيع هيبة الأب ومكانته في البيت. وعلى الأبناء أن يفهموا أن الأب يمثل الله في البيت من حيث المحبة والمهَابة والسلطان، وهو مسؤول عن إقرار وإرساء مبادئ الله في البيت، مهما كانت مبادئ العالم الفاسدة التي حولنا تقود إلى التمرد.

وفي تكوين27: 1- 4 نرى عُظم الخطأ الذي ارتكبه إسحاق إذ أراد أن يبارك عيسو؛ هذا الابن المتمرد والشرير، الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته، وأظهر مُنتهى الاستهانة بأمور الله، والذي تزوج من بنات حث الشريرات ثم تزوج ابنه اسماعيل مخالفًا كل المبادئ الإلهية.

وبكل أسف لا نقرأ كلمة توبيخ واحدة أو نصيحة أبوية قدمها إسحاق لعيسو، بل كان مسرورًا به وبصيده، فخورًا بنجاحه الزمني ونشاطه. ويا لانعدام التمييز! وليحذر كل أب من أن يكرم بنيه على حساب الرب. وكم هو أمر مُرعب أن نرى الجسد مع الأهواء والشهوات حتى في المؤمن! بل إنه في المؤمن أردأ من غير المؤمن.

ولقد ظن عيسو أن ما ضاع بأكلة يمكن أن يُسترَِّد بأكلة. ولكن مع الله القدوس لا يمكن أن يسري هذا المبدأ. وعلى كل مَنْ يتهاون في أمور الله، أن يعرف أن الله سيُحضر كل عمل إلى الدينونة.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net