الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 22 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة الله وأحكام الناموس
إذا اشتريت عبدًا عبرانيًا، فسِتَّ سنين يخدم، وفي السابعة يخرجُ حرًا مجانًا. ( خر 21: 2 )
في خروج21- 23 حيث الأحكام التي وضعها الرب لشعبه لتنظم بعض أمور حياتهم، يكشف هذا الجزء وميضًا من قبس محبة الله للإنسان. ودعنا نلتقط القليل من الأمثلة.

فأول هذه الأحكام نرى شريعة العبد العبراني. وإذا تكلمنا عن التطبيق المباشر، لا التطبيق الرمزي، نعلم أن لكل عبراني ميراثه من الرب يكفل له أن يعيش عيشة كريمة، لكننا نرى هنا إنسانًا افتقر. ومن تثنية 28 نفهم أن سبب ذلك هو أنه لم يسمع صوت الرب. فنحن أمام عاصٍ، لكن الله يفكر في أمره بكل الحب!! إنه ـ تبارك اسمه ـ لا زال يحب هذا الإنسان، فيضمن له بشريعته ألا يظل عبدًا مُجبرًا إلى الأبد، ولأنه يعرف قساوة قلب الإنسان تجاه أخيه الإنسان، يضيف للمالك «لا يصعُب عليك أن تُطلقه حرًا من عندك، لأنه ضِعفَي أجرة الأجير خدمك ست سنين. فيباركك الرب إلهك في كل ما تعمل» بل في سخائه يوصي «لا تُطلقه فارغًا. تُزوده من غنمك ومن بيدرك ومن معصرتك. كما باركك الرب إلهك تعطيه» ( تث 15: 13 ، 14، 18). فهل من مَثَلٍ لهذا الحب السخي الكريم تجاه الإنسان مع كونه الخاطئ الأثيم!

ثم نراه يقرر مبدأ قتل القاتل ( خر 21: 12 )، لكنه يفتح باب نجاة لغير المتعمِّد (ع13)، فهو يرثي لجهل الإنسان ولعجزه عن أن يتدبر الأمور في نصابها. بعد ذلك نرى تجريم أن يسرق الإنسان إنسانًا سالبًا إياه حريته، ووضع عقوبة القتل لذلك (ع16). ثم نرى مبدأ تعويض الضرر الواقع من واحد على الآخر (ع18، 19). ألا نستطيع أن نلمح ”روح القانون“ الإلهي هنا؟ إنه مهتم بحياة الإنسان وبحريته وبقوته. فيا لمحبة الله للإنسان!

وفي خروج22 نراه مهتمًا بالغريب (ع21)، وباليتيم والأرملة متعهدًا بحمايتهم إلى أقصى درجة (ع22- 24)، ثم بالمحتاج الذي اقترض (ع25). ثم اسمع نغمة الرقة في وسط صرامة الناموس إذ يقول للذي أقرضه «إن ارتهنت ثوب صاحبك فإلى غروب الشمس ترُده له» ولماذا؟ «لأنه وحده غطاؤه، هو ثوبه لجلده، في ماذا ينام؟ (يا للاهتمام، حتى بالثوب!! بما يغطي جلده؟!!) فيكون إذا صرخ إليَّ أني أسمع، لأني رؤوف» (ع26، 27). بل أنت الرأفة يا سيدي، أنت منبع اللطف والحب، مَن اقترب منك حتى ولو إلى ألفي ذراع في هذا المضمار؟ تباركت يا مُحب البشر، يا صاحب القلب الحنون!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net