الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 27 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا سمعان، أنت نائم!
ثم جاء ووجدهم نيامًا، فقال لبطرس: يا سمعان، أنت نائم! ( مر 14: 37 )
حدَّثنا الكتاب المقدس عن سمعان بطرس، بصدد نومه، ثلاث مرات في مناسبات مختلفة.

أولاً: على جبل التجلي ( لو 9: 32 ). ربما كان هذا النوم الثقيل بسبب تعب ومشقة صعودهم الجبل، لكن أَ لم يكن ربنا المعبود ـ وهو إنسان في طبيعتنا البشرية ذاتها ـ مُتعبًا أيضًا من الصعود؟ كان مُتعبًا بكل تأكيد. لكن المسيح كانت راحته الشخصية هي آخر ما يشغله، فكانت الصلاة عنده أهم من راحته. وكم خسر، بطرس ويعقوب ويوحنا، الكثير بسبب نومهم، فلقد فاتهم الجزء الأكبر من المشهد الرائع، مشهد ربنا المعبود في لمعان مجده، بل لقد خسروا الجزء الأكبر من الحديث الحلو الذي تحدث به موسى وإيليا مع الرب يسوع عن «خروجه الذي كان عتيدًا أن يُكمِّله في أورشليم» ( لو 9: 31 ).

ثانيًا: في بستان جثسيماني ( مر 14: 37 ، 40). وهذه المرة كان النوم بسبب الحزن ( لو 22: 45 ). تُرى ما الذي أحزن التلاميذ؟ بالتأكيد الحديث السابق في العلّية عن أن سيدهم سيُسلَّم لأيدي الأثمة ويُقتل. فكأن التلاميذ لاذوا بالنوم هربًا من حزنهم. لكن على النقيض، فإن ربنا يسوع مع أن أحزانه كانت أعمق بما لا يُقاس، إلا أنه لم يتخذ النوم مهربًا، بل التجأ للآب ساكبًا شكواه. ولما وجد المسيح تلاميذه نيامًا وبَّخ عدم سهرهم، ووجَّه كلامه بصفة خاصة لبطرس، وكأنه يقول له: أَ بعد كل ما سبقت فقلته لك من تحذيرات في العلّية، وما طلبته منك في البستان، أجدك نائمًا؟! نعم نام بطرس فخسر الكثير؛ خسر أولاً مشاركته لسيده في ساعة هي الأعنف والأصعب قُبيل الصليب، وخسر ثانيًا اليقظة والاستعداد فسقط سريعًا لما واجهته التجربة.

ثالثًا: في السجن ( أع 12: 6 ). نرى بطرس هذه المرة نائمًا لا فوق جبل ولا في البستان، بل في سجن مُظلم. كانت هذه هي الليلة الأخيرة لبطرس في السجن، وكان هيرودس منتظرًا أن تنتهي هذه الليلة حتى يُسلَّم بطرس للقتل. تُرى كيف كان حال بطرس حينئذٍ وهو يعلم أن بينه وبين السيف ساعات قليلة؟ هل كان خائفًا جزعًا، قابعًا في سجنه مرتعبًا؟ كلا على الإطلاق، فلقد كان نائمًا في سلامٍ تام، نائمًا نوم الواثق والمطمئن في معية سيده له في كل الظروف، نوم مَن يدرك أن إلهه مسيطر على كل الأحداث.

ليتنا نتحذر من النوم السلبي، ولننتبه لكلمات بطرس نفسه: «اصحوا واسهروا» ( 1بط 5: 8 ).

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net