الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 19 ديسمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بفرحٍ أم بمسوح؟
وسأعطي لشاهديَّ، فيتنبآن ألفًا ومئتين وستين يومًا، لابسين مسوحًا ( رؤ 11: 3 )
بعد أن اعتلى سليمان العرش البهي، جاءت من كبار الزوار في موكب مَلَكي، ملكة سبأ لتستمع إلى حكمة الملك، ولتُخبره بحديث قلبي، فرأت لديهِ كثيرًا، وضمن ما رأت: «مجلس عبيده، وموقف خدامه» فلم يبقَ فيها روحٌ بعد ( 1مل 10: 5 ).

صديقي، إن كان شرفًا ليس بقليل، يلحق بمَن يخدم ملكًا أرضيًا، فكم نحسبه امتيازًا أعظم، أن نكون من خدام مَن هو أعظم من سليمان، الذي وعد مرة قائلاً: «إن كان أحد يخدمني يُكرمه الآب» ( يو 12: 26 ). فيا مَن تخدم السيد، أوّد أن أقدِّم لك سؤالاً هامًا: هل تسعى بفرح وأنت تخدمه، حاسبًا عارَه غنىً أعظم من خزائن مصر؟ قد يكون طريق الخادم ضيقًا للغاية، وقد تكون المُحبطات الواقعية تلازمه خطوة تلو الأخرى، فأُذكّرك بعبارة بليغة، نطق بها بولس بالوحي، تشرح وعورة طريق الخدمة، فقال: «فإني أرى أن الله، أبرزنا نحن الرسل آخِرين، كأننا محكوم علينا بالموت. لأننا صرنا منظرًا للعالم للملائكة والناس» ( 1كو 4: 9 ). ولعلك يا قارئي، تعرف أن كلمة «منظرًا» لا تعني صورة إيجابية كما يظن البعض، بل بالعكس، فهو يقصد منظرًا ذليلاً، أو موضوع تعجب الكل، بسبب حالته المأساوية، ولكن استمع إليه هو نفسه، وهو يقول: «حتى أُتمم بفرحٍ سعيي» ( أع 20: 24 )، ولقد تممه وبفرح فعلاً.

ونفس هذه الكلمة الجميلة، أقصد «أُتمم»، قيلت عن الشاهدين، الوارد ذكرهما في رؤيا11، وإن كان الحديث عنهما، هو حديث نبوي، ولكن ليست في هذه العجالة أتناوله، بل أقتبس دروسًا عملية نافعة لنا، فهذان الشاهدان سيتنبآن، ولكن «لابسين مسوحًا»، وكثيرًا ما تضيق ظروف الخادم جدًا، سواء كانت ظروفه الشخصية، أو ظروف وملامح الزمن الذي يخدم فيه، أو بسبب سوء الحالة الأدبية للمخدومين، وكأنه يضطر أن يستكمل طريقه «لابسًا مسوحًا».

أيها الأحباء دعنا نُتمم سعينا «بفرح»، حتى وإن كان في مشقة ومذلَة، أَ لم يُكتَب عنهما: «ومتى تمما شهادتهما» ( رؤ 11: 7 )، بالرغم من سواد وقتام الأيام، التي سيتنبآن فيها؟ أوَ ليس هذا ما أرسله بولس ليحرِّض أخًا ربما هان عزمه في طريق الخدمة: «قولوا لأرخبس: انظر إلى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها» ( كو 4: 17

بطرس نبيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net