الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 ديسمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل تحب الحياة؟
مَنْ أراد أن يحب الحياة ويرى أيامًا صالحة .. ليُعرض عن الشر ويصنع الخير ( 1بط 3: 10 ، 11)
تضع أمامنا المسيحية حياة البركة، وهي حياة تقوم على الشركة مع الله. هذه الحياة عيشت في أكمل صورة لها بالرب يسوع، كما استُعلنت في مزمور16 باعتبارها «سبيل الحياة» (ع11)، أو كما يقول المرنم «حبالٌ وقعت لي في النُعماء (أرض المسرة)» (ع6). فإذا عاش المؤمن هذه الحياة فإنه يرى أيامًا صالحة، وعليه أن «يكفف لسانه عن الشر وشفتيه أن تتكلَّما بالمكر، ليعرِض عن الشر ويصنع الخير، ليطلب السلام ويجِّد في أثَرِهِ». وعندما يفعل ذلك سيجد أنه قد بورك بحسب أحكام الله ومبادئه الأدبية، بينما يتألم مَن يفعل الشر «لأن عيني الرب على الأبرار، وأُذنيه إلى صراخهم، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر» ( 1بط 3: 12 ). وبالإضافة إلى ذلك «فمَن يؤذيكم إن كنتم مُتمثلين بالخير؟» (ع13)، فإنه ـ حتى في العالم ـ هناك تقدير للرجل الذي يعمل الخير هادئًا.

ولكن قد يثور التساؤل: إذا كان عمل الخير يقود إلى الازدهار، وعمل الشر يجلب العقاب، فلماذا يحدث غالبًا أن التقي يتألم والذين يفعلون الشر يزدهرون؟ وكيف نجد في الرسالة ذاتها التي تُخبرنا بإحسان الله للبار، أنها تستحضر أمامنا آلام شعب الله بتفصيلات كثيرة جدًا؟ وكيف نرى النص الذي يَعِد بالمواعيد للأيام الصالحة كنتيجة لعمل الخير، يتبعه باحتمال الآلام لمَن يصنع البر؟ ( 1بط 3: 14 - 4: 7).

إن مثل هذه الأسئلة يُجاب عليها، إذا تذكّرنا أنه في زمان النعمة هذا تصبح أحكام الله أدبية وليست عمومًا مباشرة أو فورية. ومن الصحيح أن الحكم الأدبي بمكافأة الخير يكون بالبركة الروحية أكثر من الازدهار المادي. وبينما يضع الرسول أمامنا إمكانية الآلام لأجل البر، فإنه يُضيف «طوباكم» ( 1بط 3: 14 ). وإذا أردنا أن نرى النتيجة النهائية لأحكام الله، سواء لبركة أولئك الذين يعملون الخير أو بالعقوبة لعاملي الشر، فعلينا أن نتطلع إلى ما وراء المشهد الحاضر، وننتظر العالم الآتي.

وبينما أحكام الله سوف تجري في صورتها الكاملة في وقت آتٍ، ولكنها الآن مُخيفة إلى حدٍ بعيد. وعلى المؤمن أن يتذكر أنه بالرغم من كل ما يبدو معاكسًا، لكن تبقى الحقيقة دائمًا أن عمل الخير سيقود إلى البركة والحزن. ونحن نختبر بقياس محدود الآن كلاً من البركة والحزن، أما البركة فستُعرف بكمالها في العالم الآتي.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net