الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 30 ديسمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الماضي والحاضر والمستقبل
يفتح آذانهم للإنذار... ويفتح آذانهم في الضيق. وأيضًا يقودك من وجه الضيق إلى رحبٍ لا حصرَ فيه، ويملأ مؤونة مائدتك دُهنًا ( أي 36: 10 ، 15، 16)
ونحن على أعتاب عام جديد فإن الإنسان عادةً يسرح بفكره إلى الماضي والحاضر والمستقبل. بالنسبة إلى الماضي، علينا أن نفهم فكر الرب في كل الدروس الماضية، فإن كان الرب قد سمح لنا باجتياز ظروف معيَّنة، فذلك ليس عبثًا أو صُدفةً، بل هناك فكر إلهي صالح يجب علينا أن نفهمه. إن الرب يريد أن يهمس في آذاننا من خلال الحوادث بدروس روحية لبُنياننا ولفائدتنا «يفتح آذانهم للإنذار ... ويفتح آذانهم في الضيق. وأيضًا يقودك من وجه الضيق إلى رحبٍ لا حصرَ فيه، ويملأ مؤونة مائدتك دُهنًا» ( أي 36: 10 ، 15، 16).

وبالنسبة إلى المستقبل فقد نتساءل: تُرى ماذا ينتظرنا في العام الجديد؟ أَ طريق سهل ليِّن، أم طريق خشن وَعر؟ أَ تكون شمس حياتنا مُشرقة، أم تختبئ الشمس خلف الغيوم الداكنة؟ إننا إذا نظرنا إلى المستقبل لنستعرض ما فيه، نجده مُغلقًا تمامًا. كل مساعينا لكشف النقاب عنه تذهب أدراج الرياح. لكن مع قصورنا هذا، فإننا نعلم شيئًا مباركًا، إذ «نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده» ( رو 8: 28 ). إن ربنا وحبيب نفوسنا لا يكلِّمنا عمَّا سيكون لنا في أيامنا المُقبلة، بل فقط يقول لنا مشجعًا: «تكفيك نعمتي» ( 2كو 12: 9 )، وأيضًا: «وجهي يسير فأُريحك» ( خر 33: 14 ). إذًا فليكن المستقبل كيفما يكون ما دام هو معنا.

أما بالنسبة للحاضر فالمسؤولية خطيرة جدًا أيها الأحباء. كمؤمنين يجب علينا أن نتذكَّر حالة الأيام الحاضرة. إنها أيام يبدو فيها واضحًا ضعف المحبة الأخوية بصفةٍ عامة، وانتشار الروح العالمية بين كثير من المؤمنين. لقد انتشرت صورة التقوى مع إنكار قوتها، وقلَّت الشركة الحقيقية مع الرب، وانصرف المؤمنون المُشتَرون بدم المسيح إلى مصالحهم الذاتية دون الاهتمام بعمل الرب، وكاد ينطبق القول: «الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح» ( في 2: 21 ). إنها أيام أصبح فيها الحق الكتابي رخيصًا على الكثيرين، فما هو واجبنا إزاء حالة كهذه؟ إن كل نفس لها فكر الرب تشعر بعُظم الحاجة في هذه الأيام إلى أُناس مُكرَّسين تكريسًا كُليًا للشهادة للمسيح، وإلى رجال صلاة حقيقيين، وإلى عاملين مجتهدين مُخلِصين، وإلى مؤمنين لهم الفكر الواحد الذي هو المسيح ومجده وعمله وقديسوه. ويا ليتنا جميعًا هكذا!

إسحق لوزا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net