الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 18 فبراير 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العشاء العظيم
إنسانٌ صنع عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين، وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين: تعالوا لأن كل شيءٍ قد أُعِدَ ( لو 14: 16 ، 17)
في مَثَل الإنسان الذي صنع عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين ( لو 14: 15 - 24)، نرى الرب يُشير إلى ثلاثة أنواع من الناس إزاء النعمة المُقدَّمة لهم:

(1) النوع الأول هم أولئك المشغولون بمصالحهم العالمية (ع18- 20) مشغولية صدَّت شهيتهم عن العشاء السماوي. فهم يفضّلون قطعة أرض أو خمسة أزواج بقر أو بعض شئون عالمية عن التمتع بكنوز النعمة الغنية. ومع أن هذه الأشياء كلها جائزة في ذاتها، ولكن قلوبهم انصبت فيها انصبابًا جعلهم يستخفون بالأمور السماوية، وهكذا حكموا بهلاكهم الأبدي إذ يصرِّح الملك أخيرًا قائلاً: «إنه ليس واحدٌ من أولئك الرجال المدعوِّين يذوق عشائي» (ع24). ولنلاحظ أنهم لم يُدانوا لممارستهم تلك المشغوليات، بل لاكتفائهم بها واحتقارهم للنعمة الغنية، ورفضهم الدعوة إلى العشاء العظيم، أما النعمة فإذ يحتقرها هؤلاء لا ينقطع تيارها بل تفيض إلى غيرهم.

(2) والنوع الثاني الذي يُدعى إلى العشاء العظيم هم المساكين والبائسون الذين في الشوارع والأزقة (ع21)، أولئك المستعدون لتقدير الفضل والإحسان. ونحن عندما نشعر بحاجتنا ونحسّ ببؤسنا وشقائنا، عندئذٍ نمد أيدينا لقبول الإحسان المُقدَّم لنا. ويا لها من صورة يرسمها الرب ليبيِّن بها حالة الإنسان الروحية. مساكين وجُدع وعُرج وعُمي، في حالة الفقر وبلا أيدي لتعمل أو أرجل لتمشي أو أعين لتُبصر، يا لها من حالة مُحزنة لا علاج لها إلا في نعمة الله الظاهرة في إنجيل ابنه. آه لو شعرنا بأعواز النفوس العميقة لَمَا اكتفينا بفتح الاجتماعات للكرازة، بل لزُرنا الجيران، وطُفنا الشوارع والأزقة مقدمين الدعوة للهالكين البائسين، ومتوسلين إليهم بكل إلحاح أن يقبلوها ويأتوا في بادئ الأمر إلى الاجتماع الذي تسمع فيه الكرازة، ثم إلى المسيح، وفي النهاية يأتون إلى بيت الآب ويسكنون فيه إلى الأبد.

(3) النوع الثالث، هم الموجودون في الأطراف النائية جدًا «في الطرق والسياجات» (ع23)، وهؤلاء هم الأمم الذين يُعتبرون في أقصى الأرض بالنسبة لمدينة أورشليم التي هي مركز الله الأرضي. فيا لها من نعمة فائضة تلك التي اندفعت بغزارة بالرغم من اتساع دائرتها الشاملة للعالم أجمع، وبالرغم من المقاومات الكثيرة التي اعترضتها في سبيلها، ولكن هكذا كان يليق بها لأن نبعها من الله.

ف.ج. باترسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net