الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 20 فبراير 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح افتدانا
لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعِلَ الكثيرون خطاةً، هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبرارًا ( رو 5: 19 )
لقد دخل ربنا يسوع المسيح ـ بصفته آدم الأخير ـ معركة الصليب الرهيبة وكسبها لحسابنا. ومَنْ كان الطرف الثاني في هذه المعركة؟ مَن كان الخصم العدو سوى إبليس بكل حُججه ضدنا أمام عدالة الله؟ كان هناك ذلك الذي له سلطان الموت بكل قوة قبضته التي شددها حول رقابنا حتى لا نفلت من دائرة نفوذه، ومن سيادته وطغيانه علينا. وفي ثلاث ساعات مظلمة مُرهبة مُرعبة كانت ختام أربعة آلاف سنة تكبَّر فيها ذلك العدو وطغى بالظلم وبالخداع وبالكذب، بالقتل وبالمكر وبالرياء، وبكل خديعة الإثم وظل فيها يبسط عرشه على ظلمة هذا الدهر فيُطاع. هناك في الصليب إذ مات المسيح في مكان المديونين والمُذنبين كأنه منهم، لأنه ناب عنهم، سقطت الحُجة من فم العدو، وأدرك هذا القاتل الظالم أن حكمة الله التي خفيت عليه رتبت أن تكون إطاعة يسوع المسيح حتى الموت، هي التعويض الذي كفَّر وسدد حساب معصية آدم الأول في جنة عدن «كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحدٍ صارت الهبة إلى جميع الناس، لتبرير الحياة» ( رو 5: 18 ). وبنُصرة المسيح أعتق مفديوه الذين كانوا أسرى في سلاسل الشيطان وأطلقهم الفادي في الحرية، وتهدَّم العرش الذي قام على الظلم في الظلام، وسقط المتربع عليه سقوطًا عظيمًا.

والآن إبليس عدو مهزوم ودائرة نفوذه وعتاد حربه وقيود أسراه الذين آمنوا وخصصوا موت الفادي لنفوسهم، إنما جميعها من مخلَّفات معركة رهيبة قاسية اندحر فيها جبار الشر وأجناده.

والخطية ومبادئ الشر التي حكمت وتحكمت في الناس قد أُبطلت كقوة وانكسرت كشوكة، وفقد الشيطان قاعدته فينا (الطبيعة الفاسدة القديمة)، لأن الله صلب كل أولئك في الصليب وأحرق كل ذلك حرقًا بدينونة ملتهبة أكلت الذبيحة أكلاً.

لقد فقدَ إبليس أرضه فينا، التي كانت مالاً مُباحًا له قبل أن نحصل على الفداء. لقد فقد حق السيادة علينا الذي كان له بوضع اليد بالخطية. لقد أُبطلت الخطية، وبذلك تجرَّد الشيطان من صفة السيادة شرعًا وحكمًا على أساس موت المسيح النيابي.

فإن كان جميع الناس ـ جميع نسل آدم ـ يموتون في آدم شرعًا، ففي المسيح ـ الرأس الجديد ـ يحيا الجميع بالإيمان الذي يصدِّق الله فيما يعلنه ويقوله عن موت ابنه.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net