الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 مارس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اغتسِل واطهُر
فتقدَّم عبيده وكلَّموه وقالوا: يا أبانا، لو قال لك النبي أمرًا عظيمًا، أَمَا كنت تعمله؟ فكم بالحري إذا قال لك: اغتسل واطهر؟ ( 2مل 5: 13 )
«اذهب واغتسل» ( 2مل 5: 10 ) .. هذا هو مبدأ الله الذي كان يجب على نعمان أن يخضع له، وقد خضع فذهب إلى الأردن واغتسل، وماذا كانت النتيجة «رجع لحمه كلحم صبي صغير وطَهُرَ» (ع14). وهكذا في اللحظة التي فيها يخضع الخاطئ لبر الله ينال ذلك البر، وفي اللحظة التي فيها يلقي بنفسه على المسيح، ينال الأمن والسلام التام. فنعمان لو كان غطس في مياه أبانة وفرفر ألف مرة لبقيَ كما هو، ولكن حالما سار في الطريق الإلهي طهر في الحال. ولو كانت بقيت نقطة واحدة من البَرَص في جسم نعمان بعد خروجه من الأردن، لكانت نقصًا في علاج الله، وحاشا. وهكذا لو اعتمد الخاطئ على خلاص الله ولم يخلص، لكان ذلك مُهينًا لمجد الله، وسببًا في انتصار قوات الظلمة إلى الأبد.

ومن المهم جدًا أن نفهم ذلك لأن معرفتنا بأن مجد الله يقوم بخلاصنا خلاصًا كاملاً يملأ ضميرنا بالسلام الثابت، وقلبنا بالراحة التامة. وإني أريد أن أقرر ذلك في نفس القارئ العزيز أن الله قد تمجد بإبطال الخطية حتى يستريح متأكدًا أن مسألة خطاياه قد حلها المسيح حلاً أبديًا، والله قد تمجد، والخلاص قد أُعدّ، والعدو قد أُلجم، وما على القارئ إلا أن يمضي في طريقه فَرِحًا.

وما أعظم التغيير الذي حصل في نعمان في الفترة بين ذهابه بغيظ من عند باب أليشع، وبين رجوعه مرة ثانية إلى ذلك الباب وهو في حالة الطهارة، ولحمه أغض من لحم الصبي. وهذا التغبير رمز إلى الخليقة الجديدة. فقد وقف نعمان في هذه المرة على أساس جديد وفي حالة جديدة، متمتعًا بثمار خضوعه لله. وهكذا هو الحال دائمًا. فالشخص الناموسي المتكبر الواثق في ذاته يعلن عداءه ضد طريق الفداء الذي يساويه بأشر الناس وأرذلهم، فيبتدئ يصخَب ويسخط ويحتج، ولكن حالما يحني رأسه ويخضع للخلاص على طريقة الله، حينئذٍ يتغير كل شيء، إذ في مياه الأردن تغوص كبرياء الناموسي كما تغوص نجاسة الشرير، ويخرج الشخص من هناك طاهرًا مُبررًا، هادئًا وديعًا، مستعدًا أن يضحي بنفسه وكل ما له في خدمة الله الحي الحقيقي.

فَلَستُ بالناموسِ قدْ صرتُ مُبرَّرًا
بل بِكَ وحدَكَ فقطْ صرتُ مُطَهَّرًا

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net