الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 26 مارس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العجل المُسمَّن وذبيحة الشركة
فقال الأب لعبيده: أَخرِجوا الحُلَّة الأولى وأَلبسوه، واجعلوا خاتمًا في يدهِ، ..، وقدموا العجل المُسمَّن .. فنأكل ونفرح.. فابتدأوا يفرحون ( لو 15: 22 - 24)
لقد لقى الابن الضال ترحيب النعمة، وقُبلات المُصالحة، وأُلبس رداء البر، وخاتم البنوة، وحذاء في رجليه، ولكن هناك شيئًا آخر: مائدة مستوفاة للشبع والفرح «قَدِّموا العِجْل المُسمَّن واذبحوه فنأكل ونفرح».

ويجب أن نلاحظ الفرق بين كلمات الأب بالارتباط بالحُلَّة الأولى، وهنا بالارتباط بالعِجْل المُسمَّن. في المرة الأولى كانت كلمة «أَخرجوا (bring forth)»، والتي توضح أن الابن الضال كان خارجًا. ولكن الآن بعدما ارتدى الحُلَّة الأولى، وأصبح لائقًا لحضرة الأب، في هذا يقول الرسول: «شاكرين الآب الذي أهَّلَنا لشركة ميراث القديسين في النور» ( كو 1: 12 )، فهو الآن داخل بيت الأب، فتأتي كلمات الأب: «قدِّموا (bring hither)». يا لها من دقة رائعة!

«العِجْل المُسمَّن» يتكلم عن المسيح نفسه في كل سجاياه، وهو أيضًا أُعطي بواسطة الآب. ويكلِّمنا ذبحْ العِِجْل المُسمَّن عن موت المخلِّص عنا، حتى يتسنى للخطاة أن يتصالحوا مع إله قدوس. ولكن «العِجْل المُسمَّن» لم يكن يُذبح فقط، بل كان أيضًا يؤكل مثل خروف الفصح، والأكل هنا يكلِّمنا عن الشركة. ولاحظ هنا كلمات الأب، فهو لم يَقُل ”فيأكل“ بل «فنأكل». فها الأب مع الخاطئ الذي صُولح الآن يأتيان معًا، ويشتركان معًا في ذلك الذي يكلِّمنا عن المسيح. فذبيحة المسيح هي أساس شركتنا مع الآب.

يا له من وضع مبارك يفوق الوصف! يا لها من ذروة مجيدة! فها الضال، الآن ابنٌ على مائدة الأب، فأصبح له مكان الآن ـ ليس بين «الأجرى»، بل ـ بين عائلة الأب. وهم يشتركون معًا في ذلك الذي يكلِّمنا عن المسيح الكامل، الذي ذُبح لأجلنا. وما هي نتيجة تلك الشركة؟ أَ ليس فرح؛ بهجة قلب لا يعرف عنها شيئًا هذا العالم المسكين! ولاحظ مرة أخرى صيغة الجمع: فليس فقط ”ابتدأ يفرح“ أي الابن، بل «فابتدأوا يفرحون». فالآب وجد مسرته، إذ يتغذى مع أولاده على المسيح الابن!

«وابتدأوا يفرحون» .. وما هذا الفرح إلا البداية. مبارك الله، فالفرح لن ينتهي. معًا مع الآب، نجد فرحنا في المسيح، وسوف نفرح دائمًا وإلى الأبد.

نأكل الآن ونفرح إذ أتى مَنْ كان ضالْ
عاشَ مَن قد كان ميتًا هل لِحُبِكَ مثالْ

أرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net