الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 29 مارس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإنسان خُلق للمستقبل
الرجاء المنظور ليس رجاء لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضًا. ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر ( رو 8: 24 ، 25)
لم يُخلق الإنسان لأجل الحاضر، كما أن الحاضر لم يُقصد به مُطلقًا إشباع الإنسان. ومهما تكن الحالة التي كان يوجد عليها الإنسان لو لم يسقط، فإننا جميعًا نذكر أن السقوط كان في علم الله السابق، وأن الشخص الذي به وله كل الأشياء لم يكن الإنسان الأول الذي من الأرض، التراب، بل «الإنسان الثاني الرب من السماء». فالمصير الحقيقي لجنسنا إذن، أمر مرتبط بمجد الله الذي سيُعلن فيما بعد. لقد خُلق الإنسان وخُلقت السماوات والأرض جميعها لأجل مجد الله. وعندما «يُجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك»، وليس قبل ذلك الوقت، سيتم غرضا الله العظيمان من الخليقة والفداء. وهما مجد الله الكامل، وبركة المخلوق الكاملة. إن مجد الله لا يتم ويُعلن في كماله في المشهد الحاضر ـ مشهد الفوضى والظلمة. إن الحاضر في الواقع ما هو إلا طريق ينتهي إلى إعلان مجد الله الكامل في المستقبل. في الحاضر تُزرع جميع بذور مستقبل الإنسان، ولكن في المستقبل يُجمع المحصول ويتمجد الله في النتيجة. إن الإنسان جُعل لا للحاضر، بل للمستقبل.

إنه لم يقصد بالحاضر كفاية الإنسان، لأن الحاضر يعجز عن أن يُشبع القلب البشري، ولذلك يحن القلب ويتطلع إلى المستقبل. انظر كيف يتوق الطفل الذي عمره سنتان أو ثلاث سنوات لأن يكون تلميذًا في المدرسة! وتلميذ المدرسة هذا يتوق لأن يكون شابًا، والشاب لأن يصير رجلاً، والرجل ـ مهما تكن ظروفه ـ لا يجد في هذه الظروف ما يُشبع قلبه ويملؤه، بل يسعى خلف ما يلوح به المستقبل.

إنه بالمستقبل يُمسك الرجاء «الرجاء المنظور ليس رجاء لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضًا. ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر» ( رو 8: 24 ، 25). هذا حقيقي بالنسبة لكل رجاء. الكلام هنا عن رجاء المسيحي، ولأن ما نرجوه شيء نمتلكه في الحاضر، لذلك نجد في الرجاء الموضوع أمامنا حافزًا للجهاد ومسكٍِّنًا للاضطراب ونورًا وسط الظلمة المحيطة بالإنسان.

أيها الخاطئ المسكين البعيد عن الله، إن أقسى صورة للبؤس الذي أنت مُسرع إليه، هي فقدان الرجاء هناك. ليت الرب يوقظك قبل أن تفوت الفرصة.

تروتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net