الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 إبريل 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوناثان وحامل سلاحه
فقال يوناثان للغلام حامل سلاحه: تعال نعبر إلى صف هؤلاء الغلف، لعل الله يعمل معنا ( 1صم 14: 6 )
اقترح يوناثان على حامل سلاحه، وهو غلام مجهول الاسم، أن يصعدا إلى محلة الفلسطينيين. وكم كانت نبيلة إجابة الغلام: «اعمل كل ما بقلبك. تقدَّم. هأنذا معك حَسب قلبك». و«هل يسير إثنان معًا إن لم يتواعدا؟» ( عا 3: 3 ). هذا هو الإيمان الذي يستجيب للإيمان ويرقى به. ولكن الشجاعة لا تعني التهوُّر، رغم أنها كثيرًا ما تبدو كذلك. كان يوناثان حقيقةً يعمل مع الله ( 1صم 14: 45 )، ولكن كان عليه أن يتأكد أنه يسير في سبيل الله، لذلك وضع علامة لتحدث من الله نفسه ليتأكد من معيَّته، الأمر الذي حدث مع جدعون في يومه حيث تقوَّى إيمانه بعلامات متنوعة. كان يوناثان وحامل سلاحه مزمعين أن يُظهرا نفسيهما للفلسطينيين ليجذبا انتباههم، فإذا أثارهم ذلك لحد النزول إليهما كان عليهما أن يبقيا منتظرين هجوم الفلسطينيين. أما إذا دعاهما الفلسطينيون للصعود إليهما فليتقدما واثقين أن الله يقودهما إلى النُصرة.

ويُلاحظ أن يوناثان لم يضع خطة للتقهقر. ويبدو أنه لم يكن يفكر سوى في النُصرة. كانت المسألة ببساطة؛ مَنْ سيهجم أولاً؟ وللإيمان سلاحه في كِلتا اليدين اليُمنى واليُسرى، فهناك: الدرع، والترس، والخوذة، ولكن لا توجد قطعة في سلاح الله الكامل تحمي الظهر. لا مكان للجُبن الذي يهرب بعيدًا. كان يوناثان مزمعًا أن يتقدم أو يثبت في مكانه، لن يتقهقر، ولا نحن بنعمة الله.

وكم هي رائعة استجابة الله للإيمان الواثق فيه بهذه الجرأة. فالاثنان أظهرا نفسيهما لأعدائهما ودُعيا للصعود إليهم. ولنا أن نتخيَّل الابتسامة الصفراء التي ارتسمت على شفاه الفلسطينيين. ولا بد أنهم قالوا بازدراء: «هوذا العبرانيون خارجون من الثقوب التي اختبأوا فيها» (ع11). يا له من عار، أيها الأحباء، يلصق بنا عندما نخاف أن نقول إننا للرب ثم نختبئ في الجحور الخفية، عندما نخاف أن نُعلِم جيراننا أننا للمسيح، وأن كلمة الله هي مُرشدنا الكافي والكُفء، وأننا نحرص على طاعتها. ألا يتجنب هذا العار السواد الأعظم من شعب الرب في وقتنا الحالي، حتى إن أقرب المقرَّبين من المتعاملين معهم لا يتوقعون أنهم حقيقةً خاصة المسيح؟ بالطبع يوجد نوع من الرقي الأدبي في السلوك بالاستقامة إلى حد ما لا يُخفي على عين الناظر، ولكن حتى غير المؤمنين يمكنهم تقليد ذلك. ولكن أين ذلك من الاعتراف الجريء بربوبية المسيح علينا؟

صموئيل ريداوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net