الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 إبريل 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا حمامتي
قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي. يا حمامتي في محاجئ الصخر، في سِتر المعاقل. أريني وجهك، أسمعيني صوتك ( نش 2: 13 ، 14)
العريس في نشيد2: 14 يصف محبوبته بالحمامة. والحمام بسيط وطاهر ووديع وغير مؤذٍ، ويميزه الإخلاص لوليفه. يُقال إن ذَكَر الحمام لا يسمح مطلقًا لأي ذَكَر آخر أن يشاركه أُنثاه، وهو مستعد أن يمزق مَن تسول له نفسه بأن يفعل هذا، وهكذا أيضًا حال الأنثى مع أية انثى أخرى تحاول أن تشاركها في وليفها. وهذا إن دلَّ على شيء يدل على منتهى الإخلاص للوليف. ويرتبط بهذا حزن الحمام المُفرط لو أنه فقدَ شريك حياته، إذ يظل يهدر، ولا يطيق الحياة بدون وليفه. منتهى الوفاء!

هذا يذكِّرنا بما قاله الرسول بولس للمؤمنين في كورنثوس: «لأني خطبتكم لرجلٍ واحدٍ، لأُقدم عذراء عفيفة للمسيح» ( 2كو 11: 2 ). وهو ينبغي أن ينطبق على المؤمن الفرد وعلى الكنيسة كجماعة. وإني أتساءل ما فائدة الانتظام في حضور اجتماعات العبادة، إذا لم يكن لدى المؤمنين محبة حقيقية للمسيح الذي يجتمعون إلى اسمه؟ في أول نبوة إشعياء يوجه الرب الاتهام لشعبه، ليس لأنهم قصَّروا في الحضور والممارسات والعبادات، بل لأنهم عملوا كل ما طلبه الناموس منهم دون محبة للرب. ليتهم ما كانوا عملوا شيئًا على الإطلاق ( إش 1: 11 - 15)!

صفة أخرى معروفة عن الحمام، هو أنه لا يقاوم لكنه يهرب. إنه لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه، لكنه يعرف جيدًا أين يخفي نفسه. ولهذا نقرأ هنا عن «محاجئ الصخر». الحمامة تلجأ إلى محاجئ الصخر لأنها تشعر بالضعف في ذاتها. وهذا هو الشعور الذي ينبغي أن يميِّز الأتقياء وهم ذاهبون إلى محضر الرب. ليس أننا كُفاةً من أنفسنا، ولا أننا أفضل من غيرنا، بل إننا في ذواتنا في منتهى الضعف. يقول الرب لشعبه الأرضي: «حينئذٍ أنزع من وسطك مُبتهجي كبريائك، ولن تعودي بعدُ إلى التكبُّر في جبل قدسي. وأُبقي في وسطك شعبًا بائسًا ومسكينًا، فيتوكلون على اسم الرب» ( صف 3: 11 ، 12). وهو نفس ما يقوله لملاك كنيسة فيلادلفيا، تلك التي لم يوجِّه الرب إليها أي لوم، إذ يقول له: «لأن لك قوة يسيرة» ( رؤ 3: 8 ). إن شعورنا بالمسكَنة وبحاجتنا الماسة إلى المسيح، هو أهم ما ينبغي أن يميِّز أولئك الذاهبون للاجتماع به ( إش 57: 15 ؛ 66: 2)

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net