الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 25 إبريل 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا لا نهتم؟
ومَنْ منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدةً؟ ( مت 6: 27 )
في متى6: 25- 34 يكرر الرب المرة تلو المرة عبارة «لا تهتموا»، ويذكرها ثلاث مرات (ع25، 31، 34)، ويذكر الرب العديد من الأسباب لعدم الاهتمام.

أولاً: عدم منطقية الاهتمام. فيذكر في ع25 أن الحياة التي نحياها هي عطية الله، فلا أنا أعطيت الحياة لنفسي، ولا أعطاها لي أحد من الناس، إنما هي عطية الله. وطالما أن الله هو الذي أعطانا الحياة ألا يقدر أن يعطينا مقومات الحياة؟ ثم الجسد، الله هو الذي أعطانا إياه، ألا يستطيع أن يعطينا كساء هذا الجسد؟ «أَ ليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟». الذي أعطى الأهم ألا يقدر أن يعطي الأقل؟!

ثانيًا: عدم معقولية الاهتمام. فيذكر في ع26 أن الله يعتني بالطيور وبزنابق الحقول. فإن كان الله يهتم بأبسط خلائقه، أ فلا يهتم بالأولى جدًا بباكورة خلائقه ( يع 1: 18 )؟! إن وارثي السماء هم بكل يقين عند الله أفضل وأهم من طيور السماء، فالذي يهتم بالأدنى، ألا يهتم بالأولى جدًا، بالأسمى والأرقى؟!

ثالثًا: عدم صدق هذا الاهتمام. بمعنى أن يتضمن عنصرًا مضللاً، فهو يتبنى الفكرة الخاطئة أن الإنسان مجرد جسد، يلزمه الأكل والشرب، كما لو كان هو آلة أو ماكينة لا تحتاج سوى إلى تشحيمها، ثم مدَّها بالوقود فتعمل، أو أن جسد الإنسان مجرد شماعة لتعليق آخر ابتكارات الموضة عليها! وهذا وَهْم قاتل، فالإنسان ليس هذا الإناء الخزفي فقط، ولا هو أهم ما في الإنسان، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، كما أن أجسادنا ليست شماعة لتعليق الثياب، بل هي ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الخالق الوهّاب.

رابعًا: عدم جدوى الاهتمام. «ومَن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة؟» (ع27). والأرجح أن الرب هنا يقصد؛ مَن منكم يستطيع أن يُضيف ولو أيامًا معدودة على عمره؟ يقول المرنم في مزمور39 «جعلت أيامي أشبارًا» أَ يستطيع أحد باهتمامه أن يزيد ذراعًا واحدة فوق هذه الأشبار المحدودة من الله؟ أَ يستطيع أحد باهتمامه أن يُطيل عمره؟ أَ لم نَرَ الأغنياء كثيرين ماتوا في عز شبابهم، ولو كان بيدهم لاشتروا العمر الطويل بالملايين. فما دامت آجالنا في يد خالقنا، وإن كان هو تبارك اسمه الذي حدد بدايتها وهو الذي يحدد نهايتها، فما لزوم القلق؟! كلا، لن يزيد الاهتمام في عمر أحد، ولو أنه قد يقصف عمر البعض.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net