الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 مايو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مثالنا في الشكر
في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال: أحمدُكَ أيها الآب رب السماء والأرض ... لأن هكذا صارت المسرة أمامك ( مت 11: 25 ، 26)
إذا كان الرب يحرِّضنا بفم رسوله قائلاً: «اشكروا في كل شيء» ( 1تس 5: 18 )، فهو لا يطلب منا شيئًا لم يفعله هو، إذ يجب أن لا يغيب عن بالنا أنه اجتاز في هذا المشهد، وتجرَّب في كل شيٍ مثلنا بلا خطية.

تأملوه في متى11: 16- 30 مُجرَّبًا من ذلك الجيل المتقلب الذي لم يؤمن به بعد كل أعمال محبته ومعجزات قوته. ولا ريب أن ذلك الظرف كان كافيًا لأن يُحزن أي واحد، إذ تضيع كل أتعابه باطلاً بحسب الظاهر. ولكن كيف تصرَّف الرب إزاء كل هذا؟ «في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال: أحمدك أيها الآب ربُّ السماء والأرض ... لأن هكذا صارت المسرة أمامك». وإذا رجعنا إلى لوقا10: 21 حيث تُسرَد نفس الحادثة نجد أيضًا أنه قد «تهلل يسوع بالروح».

ولنلاحظ القول: «أجاب يسوع وقال: أحمدُكَ». علامَ أجاب؟ إنه كان يرى هنا، كما في كل الظروف المؤلمة، يد أبيه ويسمع صوته يقول: ”هذه مني“ فيُجيب قائلاً: «أحمدك أيها الآب ربُّ السماء والأرض ... لأن هكذا صارت المسرة أمامك». فالآب رب السماء والأرض الذي له سلطان على كل شيء، هو الذي أمر بهذه الظروف المؤلمة ولذلك يقبلها الرب يسوع بالشكر.

وأنت أيضًا أيها القارئ العزيز، إخضع إرادتك لأبيك، فتشعر براحة كبيرة من ثقل كل ظرف مؤلم، وتحسّ بقوة متجددة في نفسك، وتفرح في الروح في كل مرة تُجيب الله فيها قائلاً: «أحمدك أيها الآب ... لأن هكذا صارت المسرة أمامك». ويا لها من راحة نشعر بها عندما نعلم أنه مهما كانت صعوبة الظرف، فإن المشيئة الإلهية التي رتبته لم تخطئ.

وإن كنت لا أميل أن أُجيب قائلاً: «أحمدك أيها الآب» فإنما هذا يدل على أن إرادتي لم تُخضَع لإرادته، وإني لا أريده أن يتخذ طريقه معي ولا أرغب في أن يُجري معي كما تكون المسرة أمامه، ولذلك أشكو وأتذمر فأضيف إلى شقائي شقاء بدون جدوى.

تواضعي نفسي تحت يدِ اللهِ
تحت يدِ اللهِ تواضعي نفسي
كُفِّي عن الشكوى مهما تكُ البلوى
في شخصه السلوى تواضعي نفسي

أ. س. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net