الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 26 مايو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نابال الأحمق
قال: مَن هو داود؟ ومَن هو ابن يسى؟ .. أآخذ خبزي ومائي وذبيحي الذي ذبحت لجازيَّ وأُعطيه لقومٍ لا أعلم من أين هم؟ ( 1صم 25: 10 ، 11)
كان نابال هذا إسرائيليًا، وكان يختلف جدًا في ظروفه عن داود الذي، بالرغم من كونه ملك إسرائيل الممسوح، إلا أنه لم يكن له أين يسند رأسه، بل كان يتجول من جبل إلى جبل، ويهرب من مغارة ليختبئ في أخرى. زِد على ذلك أن نابال كان أنانيًا ولا يميل إلى داود. فإذا كانت لديه بركات فإنه يحتفظ بها لنفسه، وإذا كان عظيمًا فما كان يخطر على باله أن يشارك في عظمته أحدًا، وعلى الأخص داود ورفاقه.

كان داود في البرية إذ كان هناك مكانه، وكان نابال مُحاطًا بجميع تنعمات الحياة. الأول كانت له أتعابه وآلامه، والثاني كانت له ممتلكاته ومباهجه. وعمومًا نجد أنه حيثما تُستمد امتيازات من مناصب دينية، هناك توجد الأنانية. فالاعتراف بالحقائق إذا لم يكن مصحوبًا بإنكار الذات، فإنه سيرتبط بالمشغولية بالذات والأنانية. ولذلك نلاحظ أنه في يومنا الحاضر هناك روح عالمية واضحة مرتبطة بأسمى اعتراف بالحق، وهذا شر مُحزن شعر به الرسول حتى في يومه، فقال: «لأن كثيرين يسيرون ممن كنت أذكرهم لكم مرارًا، والآن أذكرهم أيضًا باكيًا، وهم أعداء صليب المسيح، الذين نهايتهم الهلاك، الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات» ( في 3: !8، 19).

لاحظ أنهم «أعداء صليب المسيح»، فهم لا يرفضون جملة المبادئ المسيحية. إنهم لا يطرحون عنهم رداء المسيحية، بل «يسيرون» ـ أي أن لديهم قدر من الاعتراف. والأشخاص المذكورين هنا يستاءون جدًا بلا شك إذا حرمهم أحد من لقب المسيحية، وإن كانوا لا يريدون أن يحملوا صليب المسيح وليس لهم أية علاقة عملية مع المسيح المصلوب، بل يرحبون بكل شيء يحصلون عليه عن طريق المسيحية دون أية تضحية أو إنكار ذات «إلههم بطنهم ... الذين يفتكرون في الأرضيات». آه، ما أكثر أولئك الذين علقت بهم تُهمة التفكير في الأمور الأرضية! إذ من السهل الاعتراف بالمسيحية، بينما المسيح نفسه غير معروف، وصليبه مُبغَض. من السهل أن نردد اسم يسوع بالشفاه، وفي ذات الوقت نعيش لذواتنا في محبة للعالم. كل هذا مُجسَّم في شخصية نابال الأحمق البخيل، الذي إذ قد أغلق على نفسه وسط مباهجه وكمالياته وثرواته، ولم يهتم بمسيح الله، ولم يشعر بألمه في وقت مَنفاه المؤلم، وفي وقت تنقله المرير في البرية.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net