الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 يونيو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بلا فضة وبلا ثمن
فذهب (نعمان) وأخذ بيده عشر وزناتٍ من الفضة، وستة آلاف شاقلٍ من الذهب، وعشر حُللٍ من الثياب ( 2مل 5: 5 )
ما أصعب أن يرتفع القلب البشري إلى مقياس أفكار الله! فلم يكن يدخل في عقل نعمان أنه يستطيع أن يحصل على التطهير من برصه بدون مقابل، وفي الوقت نفسه كان مستعدًا أن يبذل بسِعَة في سبيل الحصول على البُرء من برصه فأعد معداته الكثيرة. أما فكرة الحصول على ما يتمناه «بلا فضة وبلا ثمن» فكان بعيدًا عن خياله، لأنه لم يكن بعد يعلم نعمة إله إسرائيل، بل ظن أن يقتني موهبة الله بدراهم. وهذه غلطة الملايين من الناس، بل غلطة القلب البشري في كل زمان وفي كل مكان.

إنه من الجهل الفادح أن نفتكر أنه يمكننا بقليل من الذهب أو الفضة أن نقتني شيئًا من «الرب الإله العلي مالك السماوات والأرض». وبكل سهولة نستطيع أن نحكم أن هذا جهل مُبين، ولكنه ليس من السهل علينا أن نرى الجهل في إتياننا أمام الله معتمدين على أعمالنا وآدابنا، على برّنا وتهذيب حياتنا، على تغيير أخلاقنا وعاداتنا، على صلواتنا ومظاهرنا الدينية، على دموعنا وأنّاتنا، على عهودنا ونذورنا، على أعمالنا الخيرية وإحساناتنا الشريفة، وبالاختصار على أي شيء من ثمار أفكارنا أو أقوالنا أو أعمالنا. إن الناس لا يستطيعون أن يدركوا أن الاعتماد على هذه الأشياء وأمثالها كالاعتماد على دفع قليل من الذهب أو الفضة تمامًا. فإن كان لي كل الأعمال الصالحة التي عُملت تحت الشمس، وكل الدموع التي سُكبت، وكل الأنّات التي لُفظت، وبالإجمال إن كان لي كل أعمال البر الإنساني التي عُملت في العالم مضاعفة ألف مرة، فلن تستطيع أن تمحو نقطة واحدة من الذنب من ضميري، ولن تستطيع أن تعطيني سلامًا يثبت في حضرة الله القدوس. نحن لا ننكر أن هذه الأشياء نافعة في محلها، ولكن الأساس الوحيد لسلام النفس هو «يسوع وحده»، وهو الذي يجب أن يأخذ كل ثقة قلوبنا لأن فيه لنا كل شيء، ومعه لا يعوزنا شيء.

على أن اقتناعنا بعدم نفع مجهوداتنا الذاتية يستلزم وقتًا طويلاً، لأنه يصعب على القلب البشري أن يصدِّق أن لا شيء يؤهلنا للانتفاع بالمسيح إلا معرفتنا بخرابنا التام، وأنه لا لزوم للانتظار حتى نُصلِح ذواتنا لأنها لن تُصلَح إصلاحًا يؤهلها لمقابلة الله والوجود في السماء.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net