الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 يوليو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمجاد المسيح المتنوعة
الذي، وهو بهاءُ مجده، ورسمُ جوهره، وحاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا ( عب 1: 3 )
يستعرض الروح القدس في مَطلع الرسالة إلى العبرانيين أمجادًا متنوعة لربنا المعبود، فيطالعنا بوصف سُباعي لأمجاد الابن: ففي البداية نراه كالوارث، والخالق لكل شيء، بهاء مجد الله ورسم جوهره، والحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، فما هي الصفات الأخرى التي يليق أن توضع بجانب هذه الأمجاد السامية؟ أ يمكن أن يجد الحق العظيم الخاص بالفداء مكانه بين هذه الحقائق السامية العجيبة؟ نعم أيها الأحباء، في وصف هذه التيجان الكثيرة التي تتوج رأسه، في وصف مجده كابن الله، نجد حق الفداء المبارك يحتل مكانه بينها «بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي».

إنه لا يتكلم عنه هنا كالحامل للخطية، ولا يتناول بالضبط موضوع جعْله خطية لأجلنا، فذلك موضوع يناقشه الرسول بالتفصيل بعد ذلك في الرسالة، وإنما هو يُشير هنا مجرد إشارة إلى الحق العظيم أنه ـ له المجد ـ صنع تطهيرًا لخطايانا، صنع الفداء كاملاً، صنع بنفسه، ليس بواسطة ملاك أو أي شخص آخر. ابن الله نفسه، هو الذي صنع وتمم تطهير الخطايا.

تأمل في السلسلة التي يحتل الفداء مكانة بينها! تأمل في ابن الله المبارك باعتباره «بهاء مجد الله ورسم جوهره»، ثم تأمل في الفداء. إنهما فكران متلازمان في هذا الاستعراض الكتابي الجميل. إننا نتكلم عن ابن الله، ليس فقط باعتباره الذي عمل العالمين، والحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، ولكننا بنفس العبارة نتكلم عنه كمَن صنع تطهيرًا للخطايا. وهل يمكن أن يكون هناك أدنى شك في أن تطهير الخطايا هو أمر أكيد وكامل، أمر إلهي ومُمجِّد لله تمامًا ككل صفة من الصفات الأخرى، وكل شعاع آخر من أشعة المجد الإلهي الذي يطالعنا به هذا الجزء المبارك من كلمة الله؟ إن تطهير الخطايا يقرنه الله مع مجد ابنه، مع كل ما هو كالخالق والحامل لكل شيء والمُعادل له في كل شيء.

وأخيرًا نراه راجعًا إلى حيث كان قبلاً، إلى ذلك المجد الذي كان له عند الآب قبل إنشاء العالم. راجعًا بما له من حق خاص، ليس فقط مدعوًا إلى هناك بمجد الآب كما نعلم أن ذلك كان حقًا أيضًا، بل آخذًا مكانه هناك في قوة حقه كابن الإنسان وابن الله الذي له الحق في كل شيء، ليس فقط باستحقاقه الإلهي، بل كمَن تمم في عَبرْ الزمن عمل الفداء، وبذلك جلس في يمين العظمة في الأعالي.

صموئيل ريداوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net