الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 يوليو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُعيون ومُطاردون
وجاء جدعون إلى الأردون وعبَرَ هو والثلاث مئة الرجل الذين معه مُعيين ومُطاردِين ( قض 8: 4 )
عدد قليل من الرجال بقيادة جدعون، ولكنهم مُنتخَبون ( قض 7: 1 - 8)، يحاربون الآلاف من المديانيين الأعداء ( قض 8: 10 ). ولكن منذ متى كانت الكثرة مُصاحبة النصرة أو السمو في موازين الله؟ إن الرب ليس عنده مانع أن يخلِّص بالكثير أو بالقليل ( 1صم 15: 4 ). إن ”النوعية“ لا ”الكمية“ هي ما يهم الله في الأساس دائمًا.

ولقد استخدم الرب هؤلاء الرجال المُخلِصين في نُصرة عظيمة تاريخية، والرائع أنها جاءت في أيام عصيبة كارثية؛ أيام حكم القضاة. إن التاريخ يتغير، وأمانة شعب الله تتبدل، أما إلهنا فلا يعتريه تغيير ولا ظل دوران؛ هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد.

رجع هؤلاء الرجال من محاربة الأعداء في الخارج ليجدوا مخاصمة ”الأحباء“ في انتظارهم في الداخل! إلا أن اتضاع جدعون وحكمته وجوابه اللِّين منع كارثة جديدة بين الإخوة في شعب الله ( قض 8: 1 - 3)، وفشل مخطط جديد لعدو لا يرحم ولا يكف عن زرع الخصومات بين إخوة ( أم 6: 13 ). آه ليت لنا في كل أسرة وعائلة وكنيسة محلية ولو جدعون واحد في هذه الأيام؛ ما كانت المخاصمة ترفع نفسها لهذه الحدود المؤسفة التي نراها بهذا الشكل ( حب 1: 3 ).

وبعد هذه النصرة العظيمة لهؤلاء الرجال، كان من الطبيعي أن يصيروا «مُعيين». إن الإعياء هو الضعف المفروض فرضًا على أولئك الذين يجاهدون لأجل الرب في حروبه المقدسة، سواء ضد الأعداء من الخارج، أو ضد الذات والكبرياء من الداخل، وهذا أصعب بكل يقين.

نقول من الطبيعي أن يصبحوا «مُعيين»، ولكن العجيب أنهم استمروا «مُطَارِدِين» فلم يكفِهم ما تحقق بالأمس من نُصرة على 20 ألف رجل مخترطي سيف، وقتل غراب وذئب (الأميرين)، بل لا زال هناك زبح وصلمناع (المَلكين) ومعهما نحو 15 ألف باقٍ ( قض 8: 10 ). لقد أدرك هؤلاء الأفاضل أن الحرب لأجل الرب مستمرة وأن المهمة الموكلة لم تنتهِ بعد، وأن الخدمة التي قبلوها ليتمموها لم تكتمل بعد!

حقًا إن وجود الظروف الضيقة التي تجعلنا مُعيين، لا ينبغي أبدًا أن تخفض من عزيمتنا لأن نبقى على الدوام مُطَارِدِين.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net