الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 يوليو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عمانوئيل.. الله معنا
فستلد (العذراء) ابنًا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم ... ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا ( مت 1: 21 - 23)
لأي غرض جاء الله في وسط الناس؟ لا يمكن أن يكون هناك إلا سبب واحد لهذه الحادثة العظمى وهو الخلاص، ولا يمكن أن يكون هناك إلا غرض واحد وهو الفداء. لأنه لو كان الله قد قصد أن يبعث برسالة تحذير أو إنذار أو دعوة للناس، فكان يكفي أن يقوم بهذه المهمة أحد عبيده الأنبياء لأن الله قد كلَّم الآباء قديمًا بالأنبياء، بأنواعٍ وطرقٍ كثيرة. ولو كان الله قد قصد أن يوقع دينونته العادلة على الأشرار بالنسبة لخطاياهم، لَمَا احتاج الأمر إلا إلى ملاك أو اثنين لتأدية هذه المهمة كما حدث عند انقلاب مدن الدائرة الأثيمة (سدوم وعمورة). ولكن لا الناس ولا الملائكة كانوا يصلحون للغرض الذي كان الله مزمعًا أن يتممه، إنما عمانوئيل وحده هو الذي أتى قائلاً: «هأنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله». وعندما يأتي عمانوئيل فلا بد أن يقف الناس والملائكة جانبًا، ولا بد أن تصغي كل أُذن لأنه أتى لإعلان وتنفيذ مقاصد المحبة الإلهية غير المحدودة «لأنه لم يُرسِل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم» ( يو 3: 17 ).

إذا كان الخطاة يخلصون فلا بد أن ينزل الله ليفعل ذلك لهم، وإذا نزل الله للخطاة فإنه ينزل إليهم كمخلِّصهم لأن نفس طبيعته تتطلب هذا، وحكمته قد وجدت طريقها لتنفيذه بما يُرضي عدالة العرش الأبدي. لذلك كان اسم عمانوئيل هو يسوع. ويا له من اسم مبارك كريم! اسم العار والاحتقار على الأرض، واسم التشهير على الصليب، ولكنه الاسم الذي فوق كل اسم في السماء؛ الاسم الذي سيكون مصدر بهجة الكون إلى أبد الآبدين، وسيقرن هذه البهجة بتسبيح كل الخلائق في دائرة ملكوت الله الفادي.

لقد فتح العالم باب المذود لاستقباله وبذلك أعلن عن بُغضه واحتقاره له، ولكنه في وداعته غير المحدودة قَبِلَ الموضع الذي عيَّنوه له لكي يفتح أمام عيون المساكين والمحتقرين كنوز المحبة الإلهية الثمينة. وهكذا تراءى في هذا العالم للملائكة الذين تهللوا لرؤية صلاح الله الذي تغلَّب على الشر، بينما الناس الذين فاض عليهم هذا الصلاح لم يحفلوا به. لقد شفى المرضى وأشبع الجياع، وجفف دموع الأرملة، وقبَّل الأطفال، وبشَّر المساكين. لقد افتقد الله البشر لأن «الله كان في المسيح مُصالحًا العالم لنفسهِ» ( 2كو 5: 19 ).

سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net