الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 3 يوليو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نبع الخلاص
فبهذه المشيئة نحن مُقدَّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرةً واحدةً ( عب 10: 10 )
لم يكن الفداء فكرًا حادثًا طرأ على قلب الله، ولم يكن سقوط الإنسان أمرًا مُستغربًا عنده استدعى أنه يجلس لتدبير علاج له، بل كان المشروع مرسومًا من قبل ذلك بكثير، هناك في المشورات الأزلية القديمة ( عب 10: 7 ). فمن قبل كون العالمين ومن قبل دخول الخطية قد رتَّب الله أن يجيء المسيح لعمل مشيئته تعالى، وفي تلك المشيئة كان خلاص الإنسان.

ولإتمام هذا المشروع العجيب جاء الابن الأزلي من حضن الآب، حضن المحبة غير المحدودة, جاء لكي يفعل مشيئة الله مهما كلَّفه ذلك، وقد كان طعامه وشرابه أن يفعل تلك المشيئة. لم يأتِ من السماء ليفعل مشيئته بل مشيئة الآب، وتبارك اسمه القدوس لأنه فعلها. أتم تلك المشيئة، أكمل العمل، هكذا وضع أساس سلامنا المتين، وما لم تستطع جميع الذبائح التي حسب الناموس أن تفعله قد فعله الرب يسوع بذبيحته الواحدة ( عب 10: 7 - 14).

هنا نجد المجرى الذي تجري فيه مياه الخلاص إلينا، وهو «تقديم جسد يسوع المسيح مرةً واحدة»، فليس الخلاص بواسطة الكنيسة ولا بالأسرار المقدسة ولا بالطقوس والفرائض، ولا بالترتيبات والوظائف الدينية، ولا بأعمال البر من أي نوع، سواء أَ كانت صلوات أو أصوام أو صَدَقات أو أي شيء آخر من عمل الإنسان، بل «بتقديم جسد يسوع المسيح مرةً واحدة». ولنلاحظ القوة التي في كلمة «واحدة». فإنه لا يمكن أن يحدث تكرار لتلك الذبيحة. وكل فكر عن ذبيحة مستمرة عن الخطايا إنما هو منافٍ للحقيقة الصريحة التي يبسطها الروح القدس في عبرانيين10. إن كلمة الله تعلِّمنا بكل وضوح أن الخطية قد أُبطلت بذبيحة المسيح على الصليب، تلك الذبيحة الواحدة الكاملة، والبرهان على ذلك هو جلوس ربنا يسوع في عرش العظمة في السماوات. فوقوف الكهنة اليهود كل يوم قد استُعيض عنه بجلوس ابن الله إلى الأبد. وذبائح اللاويين الكثيرة قد استُعيض عنها بذبيحة يسوع المسيح الواحدة. لم يكن ممكنًا للكهنة الذين تحت الناموس أن يجلسوا، لأن العمل لم يكن ليُكمَل أبدًا، أما المسيح فبعدما أكمل العمل جلس إلى الأبد، وفي جلوسه السر الحقيقي لراحة الضمير. ولا يمكن أن يقوم المسيح مرة ثانية ليحمل الخطايا، ولكنه إنما يقوم ليستقبل شعبه إليه، ولينفذ الدينونة على أعدائه.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net