الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 17 أغسطس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دعوة النعمة المجانية
إنسان صنعَ عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين، وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوِّين: تعالوا لأن كل شيءٍ قد أُعد. ( لو 14: 16 ، 17)
لما قال أحد المتكئين في بيت فريسي: «طوبى لمَن يأكل خبزًا في ملكوت الله» ( لو 14: 15 )، أجابه الرب إن العشاء مُعدّ، وأن النعمة قد جهزت كل شيء، وإن الدعوة مُقدمة إليه مجانًا ليأتي ويأكل من الخبز السماوي (ع16، 17). سبق أن أُرسلت الدعوة للمدعوين، أما الآن فإنه يطلب إليهم الحضور لأن وقت العشاء قد أتى وكل شيء قد أُعدَّ، ولكن يا للأسف فقد «ابتدأ الجميع برأيٍ واحد يستعفون» (ع18). لم يَقُل واحد منهم في صراحة ”أنا لا أذهب“، ولكنهم امتلأوا بالأعذار والحجج، وعلى هذه الكيفية عينها لا زال الكثيرون يقابلون دعوة النعمة المجانية، فهم لا يعلنون صراحةً استغناءهم عن المسيح وخلاصه، ولكنهم في الواقع يهملون المسيح والخلاص، بل يحتقرون النعمة لأجل منفعة عالمية أو شهوة جسدية أو ظل باطل ( لو 14: 18 - 20).

ولنلاحظ أنه لم يوجد أحد غير مدعو للعشاء بسبب خطاياه، لأن الله لم يحسب للناس خطاياهم ( 2كو 5: 19 )، بل دعاهم بالنعمة الغنية التي أعدت غفرانًا كاملاً لأشر الخطاة. أما الضيف الذي لم يُقبَل في الوليمة المذكورة في متى22: 1- 14 فلم يُرفض بسبب خطاياه، بل بسبب رفضه واحتقاره ثياب العرس، أو بعبارة أخرى لرفضه نعمة الله المجانية في المسيح يسوع. فالملك لم يتكلم مع ذلك الرجل عن خطاياه، بل عن هذا الأمر الواحد وهو الإتيان إلى هناك بدون ثياب العرس. ثم إن رفضه لنعمة الله التي فيها وحدها الكفاية لسد أعوازه، قد أبقى خطاياه عليه حتى تُحدر به إلى الظلمة الخارجية.

المسيح وحده هو خلاص الخاطئ، وفيه وحده سد جميع حاجاته «الله أعطانا حياةً أبدية، وهذه الحياة هي في ابنه» ( 1يو 5: 11 ). فمن الواضح إذًا أن مَن يقبل الابن له حياة أبدية، ومَن يرفضه لن يرى حياة، لأن الحياة هي في الابن. فالمسألة الوحيدة هي: هل قبلت الابن كحياتك الأبدية؟ إن كنت قد قبلته فلك الكل؛ الحياة والبر والغفران والسلام والقبول.

فيا أيها الخاطئ الذي بلا مسيح ولا نعمة تعال، فإن إلهك يناديك، والمخلِّص يدعوك، والروح القدس يحثك قائلاً: «كل شيءٍ قد أُعد». فالبيت واللباس والترحاب والوليمة الملوكية، الكل ينتظرك، فلماذا لا تأتي؟ لماذا لا تأتي الآن؟

ف. ج. باترسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net