الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 16 سبتمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زيت الأرملة
فذهبت من عنده وأغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها. فكانوا هم يقدمون لها الأوعية وهي تصب ( 2مل 4: 5 )
ما أجمل إيمان هذه الأرملة أن دهنة زيت تملأ كل هذا العدد من الأوعية الفارغة، ولكنه ما أجمل طاعتها؛ تلك الطاعة التي لا تتساءل بل تُسرّ بأن تعمل.

ما أكثر ما نتساءل: كيف؟ لماذا؟ أَ لم يتساءل زكريا فظل صامتًا إلى يوم ميلاد يوحنا ( لو 1: 18 )؟ ليُعطنا الرب أن نطيع بإيمان عندما يتحدث إلينا، وتظهر هذه الطاعة في إيماننا عندما نفعل ما يأمرنا به حتى لو كان الأمر غير طبيعي، أو حتى لو كان الأمر بإلقاء الشبكة في جانب السفينة الأيمن ( يو 21: 6 ) بالرغم أننا قد نكون رميناها كثيرًا في هذا الجانب ولم نجد شيئًا.

ولكن أريد أن ألمس جانبًا آخر حلوًا في هذه المرأة، فقد رجعت إلى أليشع بعد أن أطاعت (ع7)، فقد تحقق ما قاله، ومع ذلك لم تشأ أن تفعل شيئًا آخر إلا بأمره هو، وكان نتيجة ذلك أنها تمتعت ليس فقط بنجاة أولادها، لكنها تمتعت أيضًا بالعيش لأيام قادمة بما تبقى. ونرى هنا اختلاف الأزمنة في ع7، فنرى الماضي والحاضر والمستقبل.

الحاضر: «اذهبي بيعي الزيت»، وفيها نرى إعلان للمعجزة بالارتباط بالفترة الحاضرة، وفيها صورة لنا نحن الذين كنا تحت تأثير المرابي. لكننا الآن نعلن أن الله عمل بنعمته في حياتنا فأنقذنا من يد سالبنا.

والماضي في عبارة «أوفي دينك». والدَين مرتبط بالماضي، وليس بالماضي فقط، بل بأبي الغلامين، وهكذا معنا. فنحن لم نفعل الخطية فقط، ولكن ورثنا الخطية الساكنة فينا من أبينا الأول ـ آدم ـ ولكن عمل النعمة يضمن إيفاء الدين.

والمستقبل «وعيشي أنتِ وبنوكِ بما بقيَ». فلنا أيضًا أن نعيش بعد أن كنا أمواتًا ( 2كو 5: 15 )، نعيش بما تبقى. نعم فذات الشيء الذي وفىّ الدين، هو ذات الشيء الذي نكمل به مسيرتنا في العالم، بل هو ذات الشيء الذي سيوصلنا إلى بيت الآب لنعيش المستقبل المجيد، وأعني به النعمة.

ليُعطنا الرب أن نتعلم هذا: أن نصرخ في كل ضيقنا، وننتظر عمل الرب بالنعمة، ثم نطيع في كل ما يأمر بدون تردد، وفي النهاية نختبر أن الله يصنع أكثر مما نطلب أو نفتكر.

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net