الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 25 سبتمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
واقفٌ بعد قيامته
جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم: سلامٌ لكم! ( يو 20: 19 )
تميَّزت خدمة الرب يسوع المُعبَّر عنها بالوقوف، حيث يمكننا أن نتتبعه أولاً واقفًا لخدمة الإنسان في حياته على الأرض ( لو 4: 16 ، 39؛ 5: 1؛ مر4: 39؛ 10: 49؛ يو7: 37)، ثم واقفًا لخدمة الإنسان في مشاهد مُحاكماته، حتى الصلب واللَحد، ثم نراه واقفًا ـ بعد قيامته ـ لأجل سلامهم وإسعادهم. وإذا قصَرنا حديثنا على يوحنا20: 21 سنرى سيدنا الكريم واقفًا:

(1) في مشهد البكاء والأنين: نرى المجدلية أمام القبر الفارغ، ولم تجد عزاءها في التلميذين الماضيين ( يو 20: 10 )، ولا في الملاكين الجالسين (ع12)، فهي لا ترضى بالسيد بديلاً. وإذ به ـ له المجد ـ يكافئ أشواقها المستعّرة ومحبتها المشتعلة ودموعها المنهمرة، فعندما «التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفًا»، وكالراعي دعاها باسمها «يا مريم!»، ووضع في فمها أعظم بشارة: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» ( يو 20: 19 ).

(2) في مشهد الخوف الحزين: حيث كان التلاميذه مجتمعين، والخوف يملأ قلوبهم، والحزن يسود نفوسهم «جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: سلامٌ لكم. ولمّا قال هذا أراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب» ( يو 20: 19 ، 20).

(3) في مشهد الشك وعدم اليقين: إذ لم يكن توما معهم حين جاء يسوع، لم يصدقهم، وقال لهم: «إن لم أُبصر في يديه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أُومن». ولكن ها هو إلهنا الذي يُخرج من الآكل أُكلٌ، يؤكد أمام المتشككين وناقدي كلمة الله صِدق نبوة مزمور22: 16 «ثقبوا يديَّ ورجليَّ»، وأيضًا صِدق نبوة زكريا13: 6 «ما هذه الجروح في يديك؟». فرغم شكوك توما «جاء يسوع ... ووقف في الوسط»، مؤكدًا قيامته «ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا»، وللحال أجاب توما: ”ربي وإلهي“ ( يو 20: 26 - 29).

(4) في مشهد الفشل المُبين (يو21): على بحر طبرية، إذ كان بطرس والذين معه، في إحباط وفشل مرير إذ لم يمسكوا صيدًا «ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ ...» (ع4- 6). وإذ أطاعوا قوله لم يعودوا يقدروا أن يجذبوا الشبكة من كثرة السمك، وتحول الفشل إلى نجاح وخير جزيل.

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net