الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 سبتمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نُعمي وفتيات بوعز
فقالت نُعمي لراعوث كنتها: إنه حسنٌ يا بنتي أن تخرجي مع فتياته حتى لا يقعوا بكِ في حقلٍ آخر ( را 2: 22 )
لأن نُعمي كانت لها علاقة طويلة مع بوعز، أمكنها أن تنصح وتعلِّم راعوث. كذلك الآن، فهناك مَن لهم الوقت الطويل في طريق العلاقة مع المسيح، من الشيوخ ومن العجائز، وبالرغم من فشلهم الكثير ـ مثل نُعمي ـ ولكنهم يَصلحون أن يُعلّموا وينصحوا الشباب.

وإن كانت نُعمي لا ترسم أمامنا مَن لها الموهبة أن تعلِّم أو تكرز، بل تُرينا القديسات العجائز اللاتي نقرأ عنهن في رسالة تيطس2 «مُعلمات الصلاح»، وباستطاعتهن أن ينصحن الحَدَثات بالمحبة. وبهذه الروح، فإن نُعمي لم تُثِر أية مصاعب ولم تضع عقبات أمام راعوث، فقالت لها في الحال: «اذهبي يا بنتي» ( را 2: 2 )، وشجعت راعوث في هذا العمل المغبوط؛ الالتقاط. وعند عودة راعوث من عملها، فإن نُعمي تعرفت على تقدمها، فنقرأ «فرأت حماتها ما التقطته» (ع18). وفضلاً عن هذا، لقد متَّعت نفسها بتقدم راعوث، فسألتها: «أين التقطتِ اليوم؟ وأين اشتغلتِ؟» (ع19). ونجدها أيضًا تُنير راعوث تجاه بوعز وتعطيها مشورة محبة تجاه التقاطها (ع20، 21). فهل مثل هذه الروح التي لنُعمي تتوفر بين العجائز القديسات اللاتي يعتنين بالحَدَثات، لتشجيعهن ومراقبة تقدمهن، والسؤال عن أحوالهن الروحية، وتعليمهن معرفة المسيح، وتقديم المشورة لهن في التقاطهن؟

كما أن فتيات بوعز ساعدن في هذا العمل المبارك في الالتقاط. ففي الأعداد8، 22 كانوا رفقاء راعوث في التقاطها. أ فلا تتحدث لنا هذه الصورة عن الروابط الحُبية والشركة بين شعب الرب التي تصبح عونًا عظيمًا في تعزيز التقدم الروحي؟

ويحذر بوعز راعوث «لا تذهبي لتلتقطي في حقلِ آخر، وأيضًا لا تبرحي من ههنا، بل هنا لازمي فتياتي». فقد كانت هناك حقول أخرى وفتيات أُخريات، ولكنهن غرباء عن بوعز. وسواء كنا صغارًا أم كبارًا، فإننا نفعل حسنًا في طريق الإيمان أن نلتفت إلى تحذيرات بوعز. فالعالم له حقوله الجذابة العديدة، وبإمكانه أن يقدم رفقة مُسرّة للغاية في أوقات معينة، ولكن حقول العالم الجذابة ورفقة العالم الباطلة، ليست من المسيح. وفي أعمالنا الزمنية، فإننا نعمل مع أهل العالم بالارتباط بأمور هذه الحياة، ولكن ليست في هذه الدائرة نستمتع بالشركة الحُبية ونحرز التقدم الروحي؛ هذه التي يمكن أن نجدها فقط في رفقائنا من شعب الرب.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net