الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 سبتمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمان وغضبه
فغضب نعمان ومضى وقال: هوذا قلت إنه يخرج إليَّ، ويقف ويدعو باسم الرب إلهه، ويردد يده فوق الموضع فيُشفى الأبرص ( 2مل 5: 11 )
كم من الناس يريدون أن يخلصوا على شرط أن تكون لهم فكرة حسنة عن أنفسهم. ولكن طريق الله معهم كما كانت قبلاً، فهو يعمل بالنعمة ولكن للخطاة الأموات في الخطايا، الضعفاء الفجار، الذين لا يستطيعون أن يعملوا شيئًا لخلاصهم، المستعدين لقبوله مجانًا بإطاعة الإيمان.

ولكن نعمان قد رسم الخطة في فكره وجعل شخصه محور الصورة «هوذا قُلت إنه يخرج إليَّ»، ولم يدرك ما في ذلك من عدم اللياقة، أما نحن فندركه. كان الله مستعدًا أن يفتقده بالنعمة ولكن على أساس معرفة نجاسته وعدم أهليته لشيء. فالله يستطيع أن يسد عوزه كخاطئ، وأن يطهره كأبرص، ولكن لا يمكن أن يقبله كرئيس جيش ملك أَرام. وأي مركز للخاطئ أمام الله إلا مركز مَن يستحق الرحمة؟ وأي مركز للأبرص إلا أن يقف خارج المحلة منعزلاً؟ وكان على نعمان أن يتعلم ذلك. قد غضب ولكن غضبه لم يحرِّك للنبي ساكنًا لأنه أمام النبي مجرد أبرص مهما كان مركزه أمام الآخرين.

ثم كان على نعمان أن يعرف لا مركزه فقط، بل نجاسته أيضًا. قد افتكر أن أليشع يردد يده فوق الوضع فيُشفى الأبرص. فكان ينتظر عملاً لا مجرد كلمة، غير عالِم أنه نجس. كان الكاهن في العهد القديم ينظر إلى المريض ليحكم إن كان أبرص أم لا، ولكن لا يلمسه إلا عندما يطهر. أما برص نعمان فلا شك فيه، فلمْسه قبل أن يطهر لم يكن إلا ليدنس النبي. فضلاً عن ذلك لو كان أمكنه أن يلمسه ثم يشفيه بهذه الطريقة، أما كان يُرجع بعض الفضل للنبي؟ أما إرساله إلى الأردن ليغتسل فيُظهر أن الشفاء من الله مباشرةً، وأن الإنسان ليس له فضل في ذاته وإنما يستطيع فقط أن يكون موصلاً لنعمة الله إلى الآخرين. وهكذا لا بد أن يكون كل المجد لله، ولا بد أن يتعلم نعمان مركزه الحقيقي ونجاسته. وإننا لا نقرأ عن شخص استطاع أن يلمس الأبرص ويُبرئه إلا ذاك الذي هو ينبوع التطهير. وبعمله هذا كان يُرجع المجد لله لأن الذي يكرمه يُكرم الآب. أما أليشع وهو العبد لا الابن ـ المجرى لا النبع ـ الآلة لا العامل، فاستطاع أن يرشد ولكنه لم يستطع أن يلمس.

هل تبغي طُهرَ ثلوجِ الجبالْ هيا للمصلوبْ، ها قد ظفرْ
تحظَ بنعمةِ ربِ الجلالْ هيا للمصلوبْ قد قهرْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net