الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 يناير 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
برنابا..الكبير الذي يأخذ بيد الصغير
وَلَمَّا جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَليِمَ حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ، وَكَانَ الجَمِيعُ يَخَافُونَهُ ..فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا ..إلى الرسل ( أع 9: 26 ، 27)
المشهد الأول الذي يسجله الوحي عن برنابا ـ بعد إيمانه ـ هو طاعته للرب، والتصاقه بالرسل وبالإخوة الأوائل. لقد كان ”قدوة حسنة“ في اتباعه للرب. وبعد ذلك يأتي الالتصاق بالرسل وبالإخوة. ومن مقارنة أعمال2: 42- 47 مع أعمال4: 32- 37، نفهم أن برنابا كان واحدًا من الذين كانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات. ويفتقر الكثيرون الآن إلى هذه الممارسات الكنسية في صورتها الكتابية، بعد أن تعددت الطوائف والجماعات، وغابت الكنيسة الأولى عن المشهد. ولكن يظل التعليم الرسولي باقيًا، وإمكانية تحقيق وحدانية الروح للمؤمنين الأُمناء في هذه الأيام الخربة متوفرة. وعلى كل خادم أمين للرب أن يراعي الترتيب الكتابي في هذه الأمور. هكذا كان برنابا، وليتنا جميعًا نكون هكذا!

وكان برنابا سخيًا جدًا في عطائه لله، وكان واضحًا أنه لم يكن مُحبًا للمال ولا للممتلكات، ولا للأمور المادية، ولا لذاته؛ فمع أنه كان ينتمي إلى سبط لاوي ( أع 4: 36 )، الذي، بحسب الشريعة، يأخذ عشورًا من بقية الأسباط ( عد 18: 21 - 24)، إلا أن برنابا سار على مبدأ آخر، فنجد أنه تنازل عما يمتلكه للآخرين. لقد كانت النعمة عاملة في قلبه حتى إنه رضيَ أن يبيع حقلاً يدّر عليه دخلاً ليسدد احتياج إخوته المؤمنين، وبهذا أظهر ـ بصورة عملية ـ محبة أخوية حقيقية تُعطي وتضحي لصالح الآخرين ( أع 4: 32 - 37).

وقد أثبت برنابا، عمليًا، أنه ”ابن التعزية“ و”ابن التشجيع“ ـ كمعنى اسمه ـ وأنه الكبير القلب، باحتضانه شاول الطرسوسي الذي كانت تحوم حوله الشُبهات. لقد وقف إلى جواره دون أن يتراجع أو يتزحزح عن مُساندته وتشجيعه والترحيب به، عندما تخوَّف الجميع منه وشكّوا فيه، بعد أن اضطهد الكنيسة اضطهادًا قاسيًا مُخيفًا. ولعلهم ظنوا أنه يُجري مناورة سياسية على الكنيسة، ليتمكن من القبض على أكبر عدد من التلاميذ لإهلاكهم. ولكن برنابا احتضن شاول الطرسوسي؛ مُضطهد الكنيسة، وكان أول مَن اقتنع بحقيقة تغيُّره، فقدَّمه للرسل، وبذلك قبلته الكنيسة في أورشليم، وهنا تلمع شخصية برنابا كموهبة بارزة في الكنيسة، فقد كان يحتضن المُهتدين حديثًا، ويشجعهم أن يثبتوا في الإيمان.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net