الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 13 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خواطر في الشركة
أَجَابَ حَبِيبِي وَقَالَ لِي: قُومِي يَا حَبِيبَتِي، يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَيْ ( نش 2: 10 )
من أعظم بركات الله للإنسان هي تلك العلاقة الشخصية بين الإنسان وبين الله. والرسول يوحنا يؤكد حقيقة أنه قد صار لنا الآن شركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ( 1يو 1: 3 ) وهذا امتياز مبارك لكل فرد في عائلة الله المحبوبة لديه. فبعد أن صارت لنا خصائص طبيعة الله، وأصبحنا في حالة التوافق معه في أفكاره ومبادئه وعواطفه، أصبحت لنا الأهلية الروحية للتمتع الشخصي بالمسيح وبأبينا، والتلذذ بهذه العلاقة الحُبية المُفرحة والتي لا تسمو عليها بركة أخرى.

ففي هذه الشركة نتغذى روحيًا بالمسيح وتزداد عُمقًا معرفتنا به والاستنارة بأمجاده المتنوعة من خلال كتابه المفتوح أمام عين الإيمان وأحاديث القلب الشجية معه، بل وتنهدات القلب الضارع إليه، وأفراح الرجاء المُرتَقَب. إن هذه الشركة تملأ النفس بالفرحَة والسلام وغمر من التعزيات في ظل خضم قلاقل واضطرابات الحياة.

ولكن قد يستكثر علينا عدو كل بركة وخير تلك الأجواء الروحية البهيجة، وقد يستكثر الجسد سلام النفس وصفاء القلب، وقد يستكثر علينا العالم طماننا وأماننا في المسيح، فيعمل هذا أو ذاك على زحزحتنا بعيدًا عن حلاوة الشركة ببركاتها وأثمارها اليانعة فتهيم النفس بعيدًا عن ينابيع أفراحها وقوتها فتمتلئ النفس اضطرابًا ويُنزع من القلب سلامه، ومن العقل صفاءه، ومن الروح بهجتها، ومن الحياة بريقها ورونقها، فتذبل النفس عندئذٍ وتُحيط بها الشكوك والمخاوف، وقد تسقط في بالوعة اليأس والحزن المُفرَط.

وبينما يجاهد العدو في إطفاء ما بقيَ من شعاعة أمل، يأتي ذلك الصديق اللطيف الودود والرفيق الأمين بنظرة الرثاء والإشفاق ( لو 22: 61 ) وبكلمات المحبة والحنان بديلاً عن منصة القضاء ( هو 11: 8 ). ها هو يأتي في الصباح الباكر ( يو 21: 4 ) وشباكنا فارغة وأجسادنا باردة وأصواتنا كسيرة، حاملاً لنا خبزًا للشبع ونارًا للدفء ( يو 21: 9 ). إنها المحبة متجهة إلينا لطيفة وودودة. باحثة وتاعبة لأجل مَن أحبتهم إذ هي لا زالت في قوتها ولظاها ( نش 8: 6 ). إنه يدعوك ويناجيك عن تلك الأيام الخوالى التي تذوقت فيها أفراح الشركة معه، يدعوك لتستريح وتتمتع بحلاوة الشركة معه لأن محبته تعرف كيف تسترد مَن كان يومًا لأجلهم على الصليب في الجلجثة. له كل المجد.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net