الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 15 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التكريس
إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي ( في 3: 8 )
أحبائي .. إن التكريس المُطلق للرب هو أقوى رباط للقلوب البشرية، إذ يُخرجها من دائرة الذات ويوحِّدها في الفكر والقصد لأن لها جميعها غرضًا واحدًا.

هل نستطيع أن نقول بأمانة وأمامنا المجد، وأمامنا الرب نفسه «أفعل شيئًا واحدًا»؟ إلى أي طريق تتجه عينيَّ؟ وفي أي طريق أسير؟ إنه لا يوجد لله إلا طريق واحد ـ وهو المسيح.

لقد رأى بولس المسيح في الطريق إلى دمشق، فطرح أهمية ذاته جانبًا وطرح فريسيته وتعليمه وكل شيء آخر، وهو يحسب كل شيء خسارة لكي يربح المسيح.

يتكلم الناس عن التضحيات ولكني لا أرى تضحية تُذكر في طرح النفاية. إذا كانت العين مُثبَّتة على المسيح فلا بد أن كل شيء يتضاءل إلى درجة النفاية، ومن ثم لا تكون هناك صعوبة في التخلي عنه، لأن الأشياء تُقدَّر قيمتها بحسب ما تشغل القلب.

أرجو أن تعرفوا يا أحبائي أن التكريس الحقيقي يجعل المسيح الغرض الأول الذي يهيمن على القلب.

ليت محبة المسيح تحصرنا في الصليب حتى نُسلِّم أنفسنا بجملتها لذاك الذي أحبنا وأسلَم نفسه لأجلنا. وتجعلنا نصغر في أعين أنفسنا أمام تلك المحبة إذ نرى أننا لسنا لأنفسنا بل قد اشتُرينا بثمن. وشعورنا بأننا لسنا لأنفسنا يعمِّق الإحساس بمطاليب المسيح في قلوبنا، وفي الوقت نفسه لا يجعل لنا فضلاً في التكريس.

وبالنظر إلى الرب يسوع في المجد يمكننا أن نتخلى عن كل شيء. وإذا ما تبعنا المسيح تمامًا لا يكون هناك مكان للعالم.

علينا أن نعيش في روابطنا الطبيعية كما لو لم نكن فيها، وأن نتصرف فيها من مركزنا في المسيح.

أيها الأحباء .. نحن المؤمنين لنا مسيح عجيب لا مثيل له، مُعلَمٌ بين ربوة. السيد الذي نحبه ونعبده ليس له شبيه، فيجب أن تكون له السيادة وحده على حياتنا، وليكن وحده المتقدم في كل شيء، ولنتوِّجه ملكًا وربًا على أوقاتنا ومواهبنا وكل ما لنا. فإذا كنا لم نفعل ذلك للآن، ليت الروح القدس يذكِّرنا بضرورة هذا، وخصوصًا في هذه الأيام التي كثر فيها الشر والعداء للرب في كل مكان.

لتكن إرادتي كما تشا بين يديكْ وليكن قلبي لكَ العرش المُريحْ
وليكن حُبي سكيبَ الطيب عند قدميكْ ولتكن نفسي دوامًا للمسيحْ

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net