الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 نوفمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سلِّم لمن يقضي بعدلٍ
الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ ( 1بط 2: 23 )
قد لا يكون هناك ما هو أقسى وأمرّ من الظلم الذي يقع علينا ممن هم حولنا من البشر. فهو لا يسبب خسارة أو ضيقًا فحسب، ولكنه ينشئ إحساسًا بالمذلة ويهضم حقوقنا. وليس من السهل أن نتعرَّف لأول وهلَة على إرادة الله فيما يعمله الناس معنا، ولماذا يسمح لنا أن نجتاز هذا الاختبار، ليرى إن كنا بالحقيقة قد اتخذنا المسيح مثالاً لنا أم لا. فلندرس ذلك المثال ومنه نتعلَّم مصدر القوة على احتمال الظلم بصبر.

لقد كان المسيح يتقبَّل الألم على اعتبار أنه مشيئة الله من جهته. وقد أوضح المكتوب أن عبد الله الكامل يجب أن يتألم، فلما جاء الألم لم يأخذه على غرة لأنه كان يتوقعه. كما كان يعلم أنه بهذا ينبغي أن يتكمَّل كرئيس الخلاص. ولذا لم يفكر في كيفية التخلُّص من الألم، بل كان تفكيره الأول كيف يمجِّد الله فيه، وهذا ما جعله يحتمل الألم الأعظم بهدوء لأنه كان يرى يد الله فيه.

أيها المسيحي، هل تريد أن تنال قوة على احتمال الظلم بالروح التي كان المسيح يحتمله بها؟ درّب نفسك في كل ما يحدث على التعرُّف على إرادة الله. ولهذا الدرس أهمية أعظم مما تظن. فسواء أ كان الذي يُصيبك في حياتك اليومية ألمًا عظيمًا أو إساءة صغيرة، فقبل أن تركز أفكارك على الشخص الذي أساء إليك، اهدأ أولاً، ثم اذكر أن الله قد سمح لك بأن تجوز في هذه المشقة ليرى إن كنت تمجده فيها. وسواء أ كانت هذه التجربة كبيرة أم صغيرة فهي بسماح من الله، بل هي إرادة الله من نحوك. تعرَّف أولاً على مشيئة الله واخضع لها. وفي راحة النفس التي تعقب ذلك ستنال حكمة في التصرف.

ولقد كان المسيح أيضًا يثق أن الله مَعنِي بحقوقه ومجده «كان يُسلِّم (نفسه) لمَن يقضي بعدل» لقد كان شيئًا مُقررًا بين الآب والابن ألا يهتم الابن بمجده، بل يهتم بمجد الآب فحسب، وأن الآب يهتم بمجد الابن. فإذا ما اتبع المسيحي مثال المسيح في هذا، وجد راحة وسلامًا. ضع حقك وكرامتك في رعاية الله، وقابل كل إساءة تلقاها من الناس بالثقة التامة بأن عيني الله عليك، وأنه يعتني بك. سلِّم نفسك لمن يقضي بعدل.

علِّمني أن أكونَ صامتًا كما كنتَ يا سيدي تواجهُ الآلامْ
دربني دومًا كي أصير مُبطئًا مُفكرًا بلا اندفاعٍ في الكلامْ

أ. س. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net