الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 نوفمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ضرب المسيح
فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى..هَا أنَا اقِفُ أمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ .. فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ ( خر 17: 5 ، 6)
إن العصا تُشير إلى قوة الله. ففي ضرب الصخرة إذًا نرى رمزًا إلى ضرب المسيح بقوة على الصليب. الصخرة المضروبة هي المسيح المصلوب. لاحظ أن خطية الشعب هي التي أدَّت إلى ضرب الصخرة، وهذا إيضاح جميل للحق القائل: «وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا» ( إش 53: 5 ) . ما أجمل هذا المنظر الذي يُلزم الخطاة والمؤمنين أيضًا أن يتأملوا فيه.

فالخطاة، يرون المسيح على الصليب حاملاً دينونة الخطية، وبتأملهم في هذا المنظر يعلمون مقدار شناعة الخطية في نظر الله. وإذ يعلمون هذا يتأكدون أن الله سيقضي عليهم قضاءً مُريعًا إن هم استمروا في عدم توبتهم وعدم إيمانهم. لأن الله، الذي لم يُشفق على ابنه الوحيد، عندما كان نائبًا عن الخطاة؛ ابنه الوحيد الذي كان مسرة قلبه، ابنه القدوس الطاهر المُنزّه عن الخطية، والذي لم يفعل شيئًا ليس في محله. كيف أن الله، الذي لم يشفق على ابنه، الذي هذه صفاته، يرحمهم ويغض الطرف عن شرورهم؟

كذلك المؤمنون، ينظرون إلى المسيح المصلوب فتُمس وتخشع وتذوب قلوبهم عندما يستطيعون بالنعمة أن يقولوا: «الذي حمَلَ هو نفسه خطايانا في جسدهِ على الخشبة» ( 1بط 24: 2 ). إنهم طول الأبدية لا ينسون أن خطاياهم هي التي تطلَّبت هذا الموت، بينما لا ينسون أيضًا، أن الله قد تمجّد بهذا الموت في كل مظهر من مظاهر صفاته. إنه من الحقائق الهامة والجميلة أن الصخرة كان يجب أن تُضرَب قبل أن يُتاح للشعب أن يرتوي. وهكذا الأمر مع المسيح، لم تكن بركات الله لتنحدر قبل ضرب المسيح على الصليب. إنه بسبب الخطية كانت مراحم الله ونعمته ومحبته محجوزة فيه؛ ولكن بمجرد أن تمت الكفارة التي بها اكتفت المطاليب الإلهية إلى الأبد، نرى أبواب نعمة الله قد انفتحت ففاضت ينابيع الحياة إلى العالم الهالك. لذلك يذكر متى البشير أنه بمجرد أن أسلم الرب يسوع روحه، انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل ( مت 27: 50 ، 51). بالكفارة استطاع الله العادل أن يأتي في نعمته بخلاص كامل إلى العالم الخاطئ الهالك. لا بل أصبح الإنسان (بعد إيمانه) قادرًا أن يدخل بجراءة إلى حيث الله موجود. فقد أُعلنت الطريق التي بها يمكن للإنسان أن يدخل ويقف أمام النور الساطع لقداسة عرش الله نفسه.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net