الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 نوفمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل أنت مستعد؟
طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا!‏ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ ( مت 24: 46 ، 47)
لا يقول المسيح ”طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يتكلم حسنًا“، بل ”يجده يفعل هكذا“. إذًا فهو يعمل دائمًا لمجد سيده وخير قطيعه، حتى إذا جاء سيده في أي وقت، يجده يفعل. وهي حكمة عظيمة جديرة منا بالانتباه، أنه إذا أردنا أن نوجد أُمناء عندما يأتي الرب، يجب أن نكون أُمناء كل يوم، وكل اليوم.

تحدث ألكسندر ماكلارن عن قاضي كان يفحص قضية في المحكمة، وإذا بالظلام يعم القاعة فجأة، وظن الناس – بحسب المعرفة التي كانت لديهم في ذلك الوقت - أنها النهاية، وفزعوا وصرخوا، ولكن القاضي طلب ضوءًا ليستكمل المهمة، وقال لو كانت هذه هي النهاية فليس أفضل من أنها تأتي ونحن نؤدي عملنا والمهمة التي أُوكلت إلينا. وهذا يتفق مع الفكر الكتابي. فالرسول بولس في رسالتيه إلى تسالونيكي، قبل حديثه عن مجيء الرب، وبعد حديثه عن يوم الرب، تحدث للمؤمنين عن ضرورة ممارسة أعمالهم الزمنية بهدوء ( 1تس 4: ؛ 2تس3: ).

وإن كان هذا بالنسبة للعمل الزمني، فكم بالأحرى خدمة المسيح؟ وما أسعد الخادم الأمين عندما يأتي المسيح! فمجيء المسيح سيُنهي العمل والتعب، وليس ذلك فقط بل سيُقيمه سيده على جميع أمواله. وما أعظمها من نتائج أبدية! إن هذا الخادم الأمين لم يكن يخدم لأجل أجرة يأخذها من إنسان، ولا كان طامعًا في ربح قبيح، لكنه سيعوَّض بوفرة من ذاك الذي هو ليس بظالم حتى ينسى عملهم وتعب محبتهم التي أظهروها نحو اسمه إذ خدموا القديسين ( عب 6: 10 ). وهو عين ما ذكره الرسول بطرس عن الأساقفة بين جماعة الرب، حيث ختم حديثه معهم بالقول: «ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى» ( 1بط 5: 4 ).

وعلى العكس من هذا العبد الأمين الحكيم، فيا لحماقة العبد الرديء! لقد كان له وضع متميز في داخل دائرة الاعتراف، أقام نفسه فيها أو أقامه الناس، أخذ مركز السيد وسط العبيد، عاملهم كأنهم مِلكه إلى حد ضربهم، ولكن نهايته ستكون نهاية المُرائين.

عزيزي القارئ: إن تجاهل حقيقة مجيء الرب لا يعني أنه لن يأتي. وسواء أنكرت مجيئه، أو صدَّقت بقرب هذا المجيء، فهذا لن يغيِّر شيئًا من الحقيقة نفسها، لكن الأفضل جدًا أن تستعد لمجيئه الآن قبل أن يكون ذلك متأخرًا جدًا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net