الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 نوفمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الدخول خِلاف السُّنَّة
وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي..وَأَنَا أَيْضًا وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذَلِكَ. وَهَكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ.فَإِذَا هَلَكْتُ هَلَكْتُ ( أس 4: 16 )
لقد حان الوقت العصيب، وكأن السماء أعطت القرار لهامان المتكبر الرهيب، وكأن الأقدار عبثت بشعبٍ غريب، فوجَب على أستير الدخول إلى الملك، ولكن هل يمدّ لها القضيب؟

أرسل مردخاي، واحدًا من الخصيان إلى أستير، ليُجيبَ على تساؤلها من جهة غمه، وأعلَمها بكل ما أعدَّه هامان من مؤامرةٍ لإبادة شعب اليهود، وهي معهم بالتبعية، وأوصاها أن تدخل إلى الملك، وتتضرعَ إليه لأجل شعبها. ولكن كانت إجابة أستير واقعية من ناحيةٍ، ولكنها مُثيرة من ناحيةٍ أخرى. وأقول واقعية لأنها أجابت بما يتفق مع سُنن مادي وفارس، ومع شريعة الملك، ولكن أقول مثيرة؛ لأنها أجابت بما يعلمه كلُّ عبيد الملك، مع أنها هي امرأة الملك. فقالت: «إن كل عبيد الملك وشعوب بلاد الملك يعلمون أن كل رجل دخل أو امرأة إلى الملك، إلى الدار الداخلية ولم يُدعَ، فشريعته واحدة أن يُقتَل، إلا الذي يمد له الملك قضيب الذهب فإنه يحيا. وأنا لم أُدعَ لأدخل إلى الملك هذه الثلاثين يومًا» ( أس 4: 11 ). وهنا أوّد أن أسأل أستير: ”وهل أنتِ واحدة من عبيد الملك؟ أ تحسبين نفسكِ كأي رجلٍ أو امرأةٍ من شعوب الملك؟“ فتُضيف أستير عجبًا في نهاية حديثها: «وهكذا أدخل إلى الملك خلاف السُّنَّة. فإذا هلكت هلكت».

قارئي، إن دخلت المرأة إلى رجلها خلاف السُّنَّة، فمَنْ ذا الذي يدخل والسُّنَّة تؤيدُه إذًا؟ أو مَنْ ذا الذي يدخل بلا سُنَّة ولا حاجز، وفي أي وقت؟ ولكن هذه هي سُننُ الملوك. ولكن هيا ننتقل من هذا المشهد الكئيب المملوء بالريبة والخوف المُذيب، الذي مَخاطِرهُ قد تؤدي بالهلاك حتى بأقرب قريب، إلى منظر الطريق المفتوح، إلى ذات حضرة الله، حيث دخل الحبيب. دخل كسابقٍ لأجلنا، فصار من حظوتِنا النصيب، لا أن نقترب فقط، بل أن نتقدم في يقين، فها كاهنٌ عظيم على بيت الله، والذي وعد هو أمين.

قارئي: إننا ندخل لا على خلاف السُّنَّة، بل إن: «لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدى الله» ( 2كو 3: 4 )، و«الذي به لنا جراءة وقدوم بإيمانه عن ثقة» ( أف 3: 12 )، وأننا لا ندخلُ بينما احتمال الهلاك واردٌ، بل بالعكس لا ندخل إلاَّ لكي ننال: «فلنتقدَّم بثقة إلى عرش النعمة، لكي ننال رحمة ونجد نعمة، عونًا في حينه» ( عب 4: 16 ).

وثقة الدخول للـ أقداسِ قد نلنا بهِ
يا عجبًا مِن حبِّ مَنْ أعطى كجودِ قلبِهِ

بطرس نبيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net