الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 نوفمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
روابط عائلية جديدة
فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ. ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: هُوَذَا أُمُّكَ ( يو 19: 26 ، 27)
إذ نقف بجوار الصليب نتعلَّم أيضًا كتلاميذ للمصلوب أننا لسنا متروكين بمفردنا في هذا العالم. نحن مرتبطون ببعضنا البعض ومُتحدون في جسد واحد وعائلة واحدة. وكأعضاء في بيت الله، فإننا يجب أن نُعين بعضنا بعضًا. ويظهر هذا بوضوح في مثال المُطوَّبة مريم والتلميذ المحبوب. فالمسيح وهو على الصليب خلق روابط عائلية جديدة بين أُمِّه وبين يوحنا ( يو 19: 26 ، 27). فإذ قد أكمل الرب يسوع مهمته، ووصل إلى نهاية حياته هنا على الأرض، فإنه يرغب أن يُطيِّب خاطر أُمَّه، وأن يُخّفف أحزانها. ومع أنه كان يجتاز في أقسى آلامه، إلا أنه اهتم بها وخفَّف من ألمها. ولا شك أن إدراك المُطوَّبة مريم أن الموت سيُفرِّق بينهما قد اخترق نفسها كسيف ( لو 2: 35 )، ولذا أراد الرب من خلال يوحنا، التلميذ المحبوب، أن يأخذ المكان الخالي، بأن يعتني بالمُطوَّبة من تلك الساعة فصاعدًا. ولقد تمَّم يوحنا رغبة المُخلِّص الذي كان يجود بحياته على الصليب.

وهذه الروابط العائلية الجديدة تصوِّر روابطنا المُتبادلة كتلاميذ للسَيِّد. إننا نحن المؤمنين مرتبطون كلٌ بالآخر بواسطة العمل الذي أُكمل على صليب الجلجثة. هناك أَتحَدنا المُخلِّص معًا بالمحبة، وخلق روابط عائلية وثيقة بين المفديين. لقد أعلن هذه النتائج المجيدة للصليب عقب قيامته من الأموات ( يو 20: 17 )؛ فنحن قد أصبحنا نُكوِّن عائلة واحدة وأهل بيت واحد، لأن الآب يدعونا ”أولاده“، والابن يدعونا ”إخوته“. ولذا فليس من المُستغرَب أن يتكلَّم يوحنا في رسالته الأولى كثيرًا عن أهل بيت الله، وعن العلاقات في نطاق عائلة الله. وكأولاد لله نحن مولودون من الله وعلينا أن نُظهره في هذا العالم الذي لا يعرفه. ويجب أن تتميَّز علاقاتنا بالمظاهر الإلهية: الله نور، والله محبة ( 1يو 1: 5 ؛ 4: 8، 16).

وفي نطاق أهل بيت الإيمان هذا توجد علاقات مختلفة، سواء بين بعضنا البعض، أو بيننا وبين الرب. ويتحدث يوحنا عن جميع المؤمنين بوصفهم أولاد الآب، ولكنه أيضًا يُميِّز بين «الآباء في المسيح»، وبين «الأحداث»، وأيضًا «الأولاد» ( يو 2: 12 -27). ويجب أن نكون على وعي بالعلاقات التي أوجدها الرب بين أفراد عائلته، وأن نهتم ببعضنا البعض، وأن يُعين ويسند كل منا الآخر. ويجب أن نتذكَّر دائمًا أن الرب بموته لم يربطنا فقط بنفسه، ولكن أيضًا ببعضنا البعض.

هوجو باوتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net