الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نوع حياتنا هنا
فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ.‏ أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ ( في 4: 11 ، 12)
إن حياة المؤمن على الأرض حياة خاصة. فهو غرض محبة الله، هذه المحبة التي تعمل بشدتها وقوتها لصالح مَن تشملهم. هذا ليس معناه أن المؤمن وهو موضوع هذه المحبة الإلهية لا يتعرَّض لتجارب وظروف قاسية في الحياة. والمؤمن لكونه مولودًا من الله، وفي الوقت نفسه هو عائش في العالم، فلا غرابة في أن يتم فيه الأمران وإن ظهر متناقضين.

وإذا كان المؤمن يعيش كأحد أولاد الله وينظر إلى كل شيء باعتباره من الله، فإنه لا بد وأن يختبر بوضوح أنه غرض محبة الله غير المحدودة. ولكن الواقع هو أن معظم المؤمنين يريدون أن الله يخدم حاجاتهم الجسدية قبل كل شيء. لذلك يحكمون على محبته بما يتفق مع ظروفهم. فمثلاً إذا كان المؤمن فقيرًا يريد أن الله يجعله غنيًا، ولكن لو اتجه إلى الله لجعله سعيدًا في فقره. وإذا كان لا يستطيع النوم، فإنه إذا وجّه ـ في أرقه وتعبه ـ أفكاره نحو الله فإنه يملأه بأفكار سماوية تكون أفضل بكثير لنفسه مما لو نام. وهكذا يمكن أن يكون المؤمن فقيرًا وفي الوقت نفسه سعيدًا جدًا، بينما إذا حاول أن يُغني أو يُريح نفسه، فإنه في هذه الحالة لا يكون ناظرًا إلى محبة الله بل عاملاً على أن يخدم أغراضه الذاتية. ولنذكر أن المؤمن الفقير تقوده ظروفه إلى النظر إلى الله والاستناد عليه، بينما إذا كانت له الوسائل متوفرة، فإنه يتحول بقلبه عن الاعتماد على الله.

إن أهم شيء قدام المؤمن يجب أن يكون معرفته للحالة التي يُسرّ بها قلب الله ووجوده فيها. وقد يسأل شخص: لماذا يعطي الله خيرًا زمنيًا للبعض، بينما يحرم الآخرين؟ إني أجد في معظم الأحوال أن السعي وراء أمور الزمان تجربة للمؤمن. فإذا كثر المال في يدك فبالطبع تستعمله، ويندر أن يُستعمل في تتميم أغراض الله، بل بالعكس، في معظم الأحيان يُستخدم في تتميم الأغراض الجسدية والتمتع بالملذات الأرضية. وأستطيع أن أقول بحق أن أكثر مَن تتوفر عندهم أمور الزمان يسيئون استعمالها فيُدخلون أنفسهم في متاعب وهموم، وكثيرًا ما يوقعون أنفسهم تحت تأديب الله وتصل بهم الحال لدرجة أن يروا أنه كان أفضل لراحة قلوبهم وفرحهم في الرب ألا تكون لديهم هذه الأمور بهذا المقدار.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net