الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 31 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طاعة المسيح وطاعة المؤمن
هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ ( 2كو 10: 5 )
لقد كانت طاعة المسيح لا مثيل لها، أشبعت قلب الله كل الشبع. وبقدر ما أساء عصيان آدم، بأكثر من ذلك ملايين المرات أشبعته طاعة الإنسان الثاني، فيها قد وجد الله ـ على الأرض ـ تجاوبًا مع فكره الإلهي في السماء. وهكذا استحق المسيح وحده، كالمتوكِّل الأول والطائع الفريد لله حتى موت الصليب ـ استحق أن يكون رأس الخليقة الجديدة. وفي التفاصيل عينها التي خاب فيها آدم، مجَّد المسيح أباه وإلهه على الأرض إلى التمام.

ومن هنا صار من واجب جميع مَنْ هم للمسيح أن يُظهروا الاتجاه الأدبي ذاته نحو ذاك الذي دعاهم. وبقدر ما هو يقين أننا مُختارون ومقدَّسون، هو يقين بالقدر عينه أننا مدعوون لطاعة المسيح ( 1بط 1: 1 ، 2).

وليس هذا قاصرًا على التصرُّفات الخارجية الظاهرة، بل مفروض فينا أن نستأسر كل فكر لطاعة المسيح ( 2كو 10: 5 ). وأهمية هذا التعبير أننا لسنا مدعوين فقط أن نطيع المسيح كسيدنا (وهو حق في ذاته)، بل أن طراز الطاعة التي اتصف بها المسيح يجب أن يُميِّزنا نحن كذلك.

كانت هناك منذ القديم طاعة، فقد أطاع إبراهيم حين ترك الأرض، وحين قدَّم ابنه. وقد أُشير ـ ضمنًا ـ إلى طاعة الشعب تحت تهديد الحكم بالموت. لكن طاعة الابن فاقت على الكل وصارت مثلاً حيًا لا يُضارَع. لقد كان يحيا بكل كلمة تخرج من فم الله! لأن حياته، كإنسان، كانت الاستجابة السريعة المُفرحة للمشيئة الإلهية في الأعالي. لقد أطاع كابن، ومن امتيازنا أن نطيع كأولاد. وهذا في مُباينة كاملة مع الطاعة الناموسية التي تتصل بالتهديد أو المُجازاة. وما ينتظره الله من قدِّيسيه لا يقل عن هذا.

لما كان الروح القدس يصوِّر بالتفصيل خطوات النعمة المتنازلة، قدَّم لتصويره بهذه العبارة «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع» ( في 2: 5 )، أعني أن التشبُّه بالمسيح يبدأ في القلب والفكر، بحيث أن فكر القدِّيس ـ نظير فكر مُعلِّمه ـ ينبغي أن يكون مفتوحًا لتوجيهات السماء، إذ الطاعة هي الخضوع البسيط لِما نسمع. وهو مبدأ يميِّز أولى مراحل حياة المؤمن. فقد كانت طاعة الإيمان هي هدف كرازة الرسول بولس ( رو 1: 5 ؛ 16: 26).

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net