الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تحت الجبل مع أبي الولد
فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي ( مر 9: 24 )
أي شيء، أم كل شيء؟

لغة الايمان المتذبذب: نزل الرب من جبل التجلي ليجد غلامًا يصرعه الشيطان. وجاء أبو الولد المنفرط حزنًا على ابنه إلى الرب قائلاً: «إن كنت تستطيع شيئا فتحنن علينا وأعنَّا». وهنا نرى الأب بقلبه الكسير بالإضافة لإيمانه المتذبذب يرضى بأقل القليل، إن كنت تستطيع شيئًا (أي شيء)؛ ليس بالضرورة علاجًا كاملاً يا رب، فمجرد تحديد لأعراض المرض أو شدته بركة كبيرة، فأي شيء أفضل مما نحن فيه. وحتى أمام هذا لم يكن إيمان الأب صامدًا.

إيمان حقيقي متذبذب: كان لدى أبي الولد إيمان حقيقي استطاع أن يميز قدرة المسيح الخاصة ونعمته وحنانه فجاء ليحتمي به من وجه الشر المُستعلَن في ابنه. وقد كان العدو يعمل بكامل طاقاته ليسلِّط الأضواء على سلطانه كلما صرع الولد ليفني إيمان أبيه. وقد نجح العدو أن يضعف إيمان أبى الولد جدًا خاصة أمام منظر ابنه وهو يقع على الأرض ويتمرَّغ ويزبد وييبس أمامه، ولكن ما كان يمكن لايمان حقيقى أن يفنى. ولهذا أتى الأب إلى الرب ولكنه اكتفى بأية معونة «إن كنت تستطيع شيئًا»، فأجابه الرب إن كنت تستطيع أن تؤمن فكل شيء (وليس أي شيء) مستطاع للمؤمن.

تعضيد الايمان: هنا نرى النعمة مُستخدمة عمق الاحتياج (الواضح في الصراخ والدموع) لتصل إلى أعماق قلب الأب، ولتكشف له حالته فيعترف بها صريحًا جدًا أنها عدم إيمان. فصرخ أبو الولد بدموع: «أومن يا سيد فأعِن عدم إيمانى»، إنى أنا المحتاج الأول لنعمتك. وهكذا دفع الاحتياج الإيمان الضعيف (بقوة النعمة) ليرتمي في حضن المسيح ليعالجه واثقًا في صلاحه.

الإيمان يتسلَّم البركة: وهل يمكن لقلب المسيح أن يمنع رحمته العظيمة وصلاحه عن مسكين آتِ إليه ولو بذرّة واحدة من الإيمان المتذبذب والطالب المعونة لإيمانه!!!؟ حاشا. فإذا بالرب يُخرج الشيطان من الابن ويشفيه بالكامل؛ الأمر الذي لم يحلم به الأب. وأكثر من ذلك يأمر الشيطان أن لا يدخل الولد إلى الأبد «لا تدخله أيضا». وهكذا ضمن الرب مستقبل الابن بعيدًا عن الشياطين. وتاج الكل المجد الروحي الذي أعطاه الرب للأب مُجسمًا في تدعيم الإيمان ليتسلَّم البركات.

كل شيء ... وليس ... أي شيء.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net