الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 24 فبراير 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ترنيمات النساء
الرَّبُّ يُعْطِي كَلِمَةً. الْمُبَشِّرَاتُ بِهَا جُنْدٌ كَثِيرٌ: مُلُوكُ جُيُوشٍ يَهْرُبُونَ يَهْرُبُونَ، الْمُلاَزِمَةُ الْبَيْتَ تَقْسِمُ الْغَنَائِمَ ( مز 68: 11 ، 12)
«الرب يعطي كلمة» وتكون النتيجة أن «المُبشرات بها جندٌ كثيرٌ» (ع11). هذه الكلمة بالنسبة للشعب القديم، كانت كلمة الانتصار على الأعداء، أما بالنسبة لنا فهذه الكلمة هي كلمة الخبر التي نذيعها. وكم نشكر الله كثيرًا من أجل صوت البشارة الذي يُذاع الآن في كل مكان، وبمقدور كل إنسان أن يسمعه.

« المُبشرات بها جندٌ كثيرٌ» .. المُبشِّرات هنَّ النساء اللواتي يذعنَ أخبار النصر. ونلاحظ أن هذا المزمور ـ الذي يتحدث كثيرًا عن الانتصارات ـ يحوي ثلاث إشارات إلى النساء: المُبشرات (ع11)، المُلازمة البيت (ع12)، فتيات ضاربات (ع25). إن أشهر ثلاث ترنيمات في الكتاب المقدس هي التي رنمتها النساء بعد الانتصار على أحد رموز الشيطان. فبعد النُصرة على فرعون، وهو رمز للشيطان في عبوديته القاسية لشعب الله، رنمت مريم أخت هارون مع النساء (خر15). ثم بعد النصرة على يابين ملك كنعان، والذي معنى اسمه ”الفَطِن أو الذكي“، صورة لذلك الماكر اللئيم عدو كل بر، رنمت دبورة ترنيمتها الشهيرة، والتي تقول فيها «دوسي يا نفسي بعِزّ» ( قض 5: 21 ). ثم بعد النصرة على جليات الجتِّي، وهو أيضًا صورة للشيطان في جبروته، أجابت النساء اللاعبات: «ضرب شاول أُلُوفه، وداود ربواته» ( 1صم 18: 7 ). لماذا عند كل مشهد هزيمة لرمز من رموز الشيطان، كانت النساء تهتفن مترنمات؟! السبب لأن هناك نبوة قديمة عن المسيح باعتباره «نسل المرأة»، الذي سيسحق رأس الحية: إبليس ( تك 15: 3 ). فالرب يسوع «نسل المرأة» انتصر على الشيطان في الجلجثة ( كو 15: 2 )، وقريبًا سيُسحَق الشيطان، بل وكل أشرار الأرض تحت أرجل المؤمنين ( رو 20: 16 ؛ ملا4: 3).

«ملوك جيوش يهربون يهربون، المُلازمة البيت تَقسِم الغنائم» (ع12؛ قض5: 30). الجنود الصناديد هربوا، والإناء الأنثوي الأضعف، اقتسمن غنائم الانتصار. إن الذين يقسمون الغنائم عادةً هم الرجال المُحاربون، غير أننا هنا نرى أن الذين يقسمون الغنائم، ليسوا هم رجال الحرب، بل النساء الملازمات البيوت! أي اللواتي لا قِبَل لهن بالحروب، بل ولا بأي عمل آخر خارج جدران المنزل!! وذلك لأنها حرب للرب، حيث لا تنفع قوة الخيل، ولا ساقا الرجل ( مز 147: 10 ). نعم هو ـ تبارك اسمه ـ انتصر لحسابنا، ولم يبقَ لنا سوى ترانيم الفرح بهذا الانتصار.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net