الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 27 فبراير 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطاعة والفرح
.. فِي السُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ، لأَنَّكَ كُنْتَ عَوْنًا لِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَبْتَهِجُ. اِلْتَصَقَتْ نَفْسِي بِكَ. يَمِينُكَ تَعْضُدُنِي ( مز 63: 6 - 8)
نجد التحريض على الطاعة خلال كلمة الله كلها، وذلك ليس لأن الله أب صارم يجد لذته في السيطرة علينا. حاشا. ليس هكذا بالمرة، بل لأن الله في جوهره محبة، ولذلك فهو يشتاق أن يكون أولاده سعداء. وهو يعرف طبيعتنا ويعلم ما هو لصالحنا في الحاضر وفي الأبدية. وهو وحده صاحب الحكمة الإلهية الفائقة التي ترى النتائج الحاضرة وفي الأبدية. وهو وحده الذي يعلم ما يربض في المستقبل القريب والبعيد. وبما أنه يعلم كل هذا، ونظرًا لكونه «محبة» في طبيعته ـ محبة تريد أن تسبغ أغنى البركات على أولاده ـ لذلك أعد مشروعًا لكل واحد منا، وهو وحده القادر أن يعد المشروع مضمونًـا كاملاً لا يشوبه نقص، كما أنه القادر أن يقودنا وينصحنا ويرشدنا حتى لا نخطئ الهدف. ولكن لا بد من الطاعة لإرشاده حتى تكون خطواتنا في الطريق الصحيح. من ثم كان سبيل الطاعة القلبية هو سبيل البركة الغنية. هو السبيل الذي يمكن أن تكون لنا فيه دائمًا شركة سعيدة معه، ونحن مدركون محبته الفائقة من نحونا، وواثقون أنه يجعل كل الأشياء تعمل معًا لخيرنا ( رو 8: 28 ).

ولا يمكن أن يكون هناك فرح لأحد من أولاد الله بدون طاعة. وبدون الطاعة لا يمكن أن توجد هناك ثقة لتُمسك بالله، إذ كيف يمكن أن نثق في معونته لنا ونحن نعلم أننا لسنا في السبيل المرسوم لنا؟ لا شك أن يكون هناك شعور داخلي بعدم الارتياح مهما حاولنا أن نخمده ونتخلَّص منه، لأن الله قد أعطانا بصيرة تدرك بأنه لا يمكن أننا نترك الله، وفي الوقت نفسه نصل إلى نتيجة طيبة.

ولكن لماذا تريد أن تترك الله؟ تفكَّر في كم قد أحبك حتى بذل ابنه الوحيد ليموت لأجل خطاياك حتى يتسنى له أن يغفرها لك ويجعلك ابنًا محبوبًا إلى الأبد! تفكَّر في كل أفكاره الحُبية من نحوك «ما أكرم أفكارك يا الله عندي! ما أكثر جملتها! إن أُحصِها فهي أكثر من الرمل» ( مز 139: 17 ، 18).

إن إلهًا مُحبًِا كهذا كُلي الحكمة، قلبه ممتلئ بالأفكار الكريمة من نحو أبنائه، لا بد أن يكون طريق الطاعة له هو الطريق الأبدي، وهو الطريق الوحيد للسلام المستقر على كل الذين يسيرون فيه.

إذا أطعنا حسنًا هذا المُعلما
سنعرفُ شيئًا هنا من فرحِ السمـا

ولسون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net