الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 إبريل 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمجاد الصليب (2)
ﭐلآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ...إن كان الله قد تمجَّد فيه، فإن الله سيمجده في ذاته ... ( يو 13: 31 ، 32)
سواء تفكَّرنا في مجد الله، أو في مجد المسيح، أو في الأثر العملي على قلوبنا، فإن المسيح الذي كان على الصليب ذبيحة خطية حقيقية، هو الذي فيه الإجابة الكافية على كل سؤال. يُمجّد الله تمجيدًا كاملاً، ويُكرم المسيح إلى أقصى حد، ويُبارك الإنسان بركة كاملة، مؤكدًا له أنه موضوع محبة الله اللانهائية، وأن بر الله قد روعيَ إلى أقصى حد.

إن الرب يسوع كان الله ظاهرًا في الجسد، وفي شخصه كان مجيدًا في الكرامة مجدًا فائقًا. وهذا في الواقع ما أهَّله لأن يقوم بمثل هذا العمل العظيم. ولكنه من حيث عمله وخدمته، لم يكن في وقت من الأوقات أمجد مما كان وهو على الصليب.

والآن لاحظ تأثير هذا العمل المبارك فيما يتعلق بي كخاطئ مسكين. فهناك كانت تقوم الخطية والموت والدينونة والغضب العادل معترضة طريقي. وكان ضميري يؤكد ذلك، وكلمة الله تُعلنه بصراحة، وقوة الشيطان تضغط به على نفسي، وتجاربه وغواياته تشجعني على المضي فيما يؤدي إليه، وحتى ناموس الله لم يخفف الأمر عني بل زاده حَرجًا وصعوبة كلما حاولت أن أتعامل معه، لأن قداسته كانت تدين تعدياتي. أما الآن فقد رفع كل شيء من طريق المؤمن. فالخطية قد أُبعدت، والموت قد أُبطل باعتباره الشيء الرهيب المُرعب الذي كنت أتوقعه وأخشاه، إذ حوّله الصليب إلى ربح، لأني بواسطته سأكون مع المسيح. والدينونة قد تحمّلها المسيح ولم يبق منها شيء علىّ، وقد أصبحت المحبة الكاملة نصيبي المؤكد. فالمسيح يجعلني شريكًا في كفاية موته. قد وضعني بعيدًا عن متناول هذه الأشياء جميعها ـ في النور ـ حيث الله نور، إذ أحبني وقد غسَّلني من خطاياي بدمه، وجعلني ملكًا وكاهنًا لله أبيه.

وبقيامته قد أوصلني إلى هذا المكان الجديد، ولو أني بطبيعة الحال لا أتمتع بهذا المكان الآن سوى بالإيمان وبالاشتراك في تلك الحياة التي بقوتها قام.

نعم، أيها القارئ العزيز، إن المؤمن مُخلَّص، له حياة أبدية، مُبَرَّر، ويَنتظِر في غير شك أو ريب أن يتمجّد، وهو يعرف ذاك الذي حصَّل له كل هذه البركات العظمى، ويؤمن أنه قادر أن يحفظ وديعته إلى ذلك اليوم.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net