الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 9 إبريل 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النوم عندما تعصف الريح
بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجِعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي ( مز 4: 8 )
يُحكَى أنه كان هناك مزارعٌ يمتلك قطعة أرض تطل على المحيط الأطلسي، وكان يُعلن باستمرار عن رغبته في تعيين عامل يساعده في المزرعة. كان الكثير من الناس يرفضون العمل في المزارع التي تقع على المحيط الأطلسي، إذ كانوا يخشون العواصف المُروعة التي تهب على تلك المناطق، مُحطمةً للمنازل، ومُدمِّرةً للمحاصيل.

قام المزارع بمقابلة العديد من الأشخاص للوظيفة ولكنه كثيرًا ما قُوبل بالرفض. وأخيرًا تقدَّم رَجلٌ قصيرُ القامة، نحيفُ الجسمِ، تجاوزَ منتصف العمر، فسأله المُزارع: هل أنت عاملٌ جيِّد؟ أجاب الرَجل: حسنًا، أنا أستطيع النومَ عندما تَعصفُ الريحْ. وبالرغم من غموض إجابة الرَجل، إلا أن المُزارع كان في حاجة شديدة إليه، فقام بتعيينه في الحال. وكان العاملُ يعمل في المزرعة بجدٍ، منذ شروق الشمس وحتى مغيبها. وكان المُزارع راضيًا باجتهاد عامله.

وفي إحدى الليالي، هبَّتْ ريحٌ عاصفة من الساحل. قفز المُزارع من سريره، وأخذ المصباح في يدهِ، وهرعَ إلى غرفةِ العاملِ، وقام بإيقاظه بقوةٍ وهو يصيحُ: انهض بسرعة، هناك عاصفة قادمة، قُمْ بربط الأشياء قَبلَ أن تتحطم بفعلِ الرياح.

لم يتحرَّك العاملُ من سريرهِ، وقال للمزارع بجدية: لا يا سيدي، لقد قلت لك، أنا أستطيع النومَ عندما تعصفُ الريح. صُدم المُزارع من إجابة العامل، واعتزمَ أن يستغني عنْ خدماتهِ في الحال. ولكنه هرع أولاً إلى الخارج ليُجهز نفسه لمواجهة العاصفة. ولكن يا لدهشته! فقد اكتشف أن كل التبنِ قد تمَّت تغطيته بمشمع واقي ضد الماء. الأبقار في الحظيرة، والدجاج في مكانهِ، وجميع الأبواب موصدةٌ تمامًا، وجميع الأشياء تم ربطها، ولا يمكن أن تتلف من جراءِ العاصفة. عندها فَهم المُزارع ما كان يقصده العامل، ورجع إلى فراشهِ ونامَ هو أيضًا هادئًا عندما عَصَفَتْ الريح.

عزيزي: هل تستطيع النوم عندما تعصف الرياح بحياتك؟ يقينًا عندما تكون في الوضع الروحي الصحيح، مُحتفظًا بضمير هادئ مستريح، مُتمتعًا بشركتك مع الله، وجاعلاً الرب أمامك في كل حين، فإن سلام الله سيملأ قلبك ولن يكون لديك سببٌ للخوف.

لقد تمكَّنَ العامل في هذه القصة من النومِ لأنه أمَّنَ المزرعة ضد العاصفة. ونحن نُؤَمِّن حياتنا ضد العواصفِ التي تَهُبُّ عليها عندما نتمسك بمواعيد كلمة الله. نحن لا نحتاجُ أن نفهم، بل نحتاج فقط للإيمان الذي يُمسك بيدهِ لنشعر بالسلام عندما تعصف الرياح.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net