الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 مايو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مرسوم الحياة
اذْهَبِ اجْمَعْ ..الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي ... وَهَكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ. ( أس 4: 16 )
السُّنَّة التي تُشير إليها أستير هنا هي أنه إن دخل أحد إلى حضرة الملك دون أن يستدعيه، فذلك الشخص يُقتل إلا إذا مدَّ له الملك قضيب الذهب. هذه هي الاحتياطات التي اتخذها ملوك فارس خوفًا من اغتيالهم. ولم تكن أستير قد دُعيت للدخول لمدة ثلاثين يومًا ( أس 4: 11 ). ومَنْ يدري ماذا جرى في هذه المدة الطويلة؟ ربما تكون أشواق الملك ومحبته قد تحولت عن أستير لأخرى، أو ربما اكتشف جنسيتها، والملك كان يخشى مؤامرة يدبرها ضده اليهود لأنه أصدر عليهم حكم الموت.

لقد كان كل شيء كافيًا لأن يجعل أستير ترتجف من مخاطرتها بالدخول إلى الحضرة الملكية دون أن يستدعيها الملك، ولكن لماذا تجازف بحياتها هكذا؟ إن ظل موت رهيب يهدد شعبها، لذلك ستخاطر بحياتها لكي تنقذهم. فكان تصميمها النبيل أن تدخل إلى حضرة الملك ولو أدى ذلك إلى هلاكها. وهكذا ذهبت، ومدَّ لها الملك قضيب الذهب، واستخدمت يد الله القوية هذا العمل ليأتي بالخلاص المنشود.

أما عن ما يُلقيه ذلك من ظلال فإن كلمة الله تُخبرنا عن وقت فيه تنازل ابن الله في نعمته العجيبة، وحَمَل خطايانا نيابة عنا، ووقف أمام الله القدوس الذي يكره الخطية، في المكان الذي يُقال له جلجثة، ولكن لم يكن الأمر معه كما كان مع أستير، فلم يُمدّ له قضيب الذهب للترحيب به، بل امتد عليه سيف غضب الله هناك «اِستيقظ يا سيف على راعيَّ، وعلى رجل رِفقتي، يقول رب الجنود. اضرب الراعي» ( زك 13: 7 )، ولم يتوسط أي صوت ـ كما حدث مع إسحاق على جبل المُريا ـ ليُعطّل ذلك السيف من الوصول إلى قلب ابن الله، عندما أخذ مكاننا، وفي محبته غير المحدودة حَمل قصاص خطايانا.

وبدخول أستير إلى الملك، يصدر أمر جديد، موقعًا عليه من الملك، ومختومًا بختمه ( أس 8: 8 -11)؛ ليس طرح المرسوم الأول جانبًا، بل صدر مرسوم جديد، هو مرسوم الحياة. وهكذا بموت الرب يسوع على الصليب، استطاع الله أن يذيع مرسومه العالي بإعطاء الحياة للذين هم تحت حكم الموت «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها» ( مر 16: 15 )، فكل مطاليب الله قد سُددت، والله الآن في كمال البر يستطيع أن يُخلِّص أشر الخطاة من نسل آدم.

و. ج. مكلور
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net