الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 يونيو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النير المتخالف
لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ ( 2كو 6: 14 )
كثيرًا ما تدفع الظروف الحالية إلى تنازل المؤمن عن فكرة الارتباط بنظير له مؤمن، فتكون الكارثة مروعة، وينطبق عليه قول الرب لحواء قديمًا: «ما هذا الذي فعلتِ؟» ( تك 3: 13 ). فزواج المؤمن بغير المؤمنة أو العكس ـ يعني أن المؤمن قد اختار أن يقضي حياته مع شخص مسافر إلى اتجاه مضاد تمامًا لاتجاهه. وحينما تسير حياتان في اتجاهين متضادين، فلا بد أن تُباعد بينهما الأيام، وسيحاول كلٌ منهما في البدء للحفاظ على الزواج، بتقديم بعض التنازلات، ولكن حتمًا سيصلان إلى مرحلة ”انعدام الوزن“ وسيحلِّق كلٌ منهما في فضائه الخاص منفصلاً عن شريك حياته.

إن الزواج بغير المؤمنين أو بغير المؤمنات مصدر مستمر للتعاسة والشقاء. ولا يمكن أن توجد زيجة من هذا الصنف وتُنتج سعادة حقيقية؛ فالمؤمنون بهذا الارتباط لا يربحون أقرانهم غير المؤمنين إلى المسيح، ولكنهم ـ مع الأسف الشديد ـ دائمًا ينزلون هم أنفسهم إلى مستواهم الأدبي المتدني، وبذلك يجلبون على أنفسهم الشقاء، ويلتحفون بالخزي والعار «أ ليس من أجل هؤلاء أخطأ سليمان ملك إسرائيل ولم يكن في الأمم الكثيرة ملكٌ مثله؟ وكان محبوبًا إلى إلهه، فجعله الله ملكًا على كل إسرائيل. هو أيضًا جعلته النساء الأجنبيات يُخطئ» ( نح 13: 26 ؛ 1مل11: 1-9).

وإن مثل هذا الزواج سيُسيء إلى الأولاد، إذ سينشأون وسط قيَم متناقضة؛ فقيَم المؤمن روحية كتابية سماوية، وقيَم غير المؤمن جسدية نفسانية أرضية. ويا للتمزق الروحي والنفسي والعقلي وهم يعيشيون وسط هذه التناقضات! نقرأ في سفر نحميا الكلمات :«في تلك الأيام أيضًا رأيت اليهود الذين ساكنوا نساءً أشدوديات وعمُّونيات وموآبيات. ونصف كلام بنيهم باللسان الأشدودي، ولم يكونوا يُحسنون التكلُّم باللسان اليهودي، بل بلسان شعب وشعب» ( نح 13: 23 ، 24).

إن البيوت المنقسمة تنتج أولادًا للعالم، والكتاب يعلِّمنا أن بيت مثل زكريا وأليصابات البارين أنتج يوحنا المعمدان؛ أعظم المولودين من النساء بشهادة الرب نفسه. إن بيت يوكابد وعمرام أنتج لنا موسى وهارون ومريم أعظم قادة للشعب في العهد القديم ( مي 6: 4 ). ويشوع لأن بيته كان يسير في اتجاه واحد قال مقولته المشهورة: «وأما أنا وبيتي فنعبدُ الرب» ( يش 24: 15 ).

مسعد رزيق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net