الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 2 يونيو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خزافو الملك
هَؤُلاَءِ هُمُ الْخَزَّافُونَ وَسُكَّانُ نَتَاعِيمَ وَجَدِيرَةَ. أَقَامُوا هُنَاكَ مَعَ الْمَلِكِ لِشُغْلِهِ ( 1أخ 4: 23 )
من بين سلسلة أنساب سبط يهوذا في 1أخبار4، نقرأ عن طائفة متوارثة من الخزافين الذين عاشوا في ”نتاعيم وجديرة“، أو بين ”الزراعات والسياجات“ (حسب الإنجيل المشوهد)، ووُصفوا أيضًا بأنهم «أقاموا هناك مع الملك لشغلهِ»، الأمر الذى لا يعنى غير سُكناهم في العقارات المَلكية، لأن الملك ذاته كان مُستقرًا في أورشليم، إلا أنه امتلك تخومًا وممتلكات واسعة في أرض يهوذا، استقر على البعض منها فنانو صناعة الخزف الذين تبعوا دعوتهم، وبقوا في العقارات المَلكية، في غاية الراحة، دون الاحتياج إلى فلاحة الأرض، لكنهم أُطعموا واُعتُنيَ بهم، حتى يتسنى لهم أن يُشكّلوا بحرية قوالب الطين العادي، ليصنعوا منه أشكالاً جمالية و”آنية ... نافعة لِلسيِّد“ ( 2تي 2: 21 ).

كان المَلك الجالس على عرش داود يُقيم في أورشليم، وكان الخزافون ”وسط الزراعات والسياجات“، أو بمعنى واقعي ”أقاموا مع الملك“ بالرغم من احتمال كون البعض منهم لم يرَ وجه الملك قط، ولا وطأت أقدامهم شوارع المدينة المقدسة أورشليم. ربما أتى الملك ليزورهم بين الحين والآخر في مقاطعات مُلكه الممتد، لكنهم كانوا دائمًا جزءًا لا يتجزأ من أهل بيته. أوَ لم نسمع نحن ـ خُدام الرب يسوع المسيح ـ أيضًا، كلماته الوداعية المملوءة نعمة: «ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر»؟ ( مت 28: 20 ). حقًا نحن لسنا بجانبه في المدينة العظيمة، لكنه بجانبنا في امتداد سلطانه، ويمكننا أن نكون معه في مجده، حتى وإن كنا لم نَزَل نعيش خارجًا وسط ”زراعات وسياجات“ هذه الحياة، لكننا نُقيم في الروح، بالإيمان والرجاء، مع ربنا الذى قام وصعد. فإذا ما ”أقمنا مع الملك“ سيُقيم معنا، ويملأ مساكننا المتواضعة بنور حضرته المجيد. فأن يكون معنا الآن، لهو تنازل عظيم، وأن نصير معه، فهذا هو كمال الرِِفعة. إلى أي حد يتنازل! وإلى أية درجة نرتقي!

إن نضارة حياتنا المسيحية تعتمد أساسًا على مدى إدراكنا الواعي لشركتنا مع الرب يسوع المسيح، وإحساسنا بوجوده الحقيقي معنا. وكم ستخف أعباء الحياة لو واجهناها في قوة قرب ربنا الملموس منا! كم سيكون من المستحيل أن نشعر بوحشة الوحدة إذا ما شعرنا بحضوره غير المرئي، ولكنه الحضور الحقيقي والمؤكَّد فعلاً، الذي يشملنا جميعًا! وليس سوى فتور إيماننا هو ما يجعل للإغراءات الأرضية بريقًا، أو يسمح للشر أن يُخيفنا.

ألكسندر ماكلارين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net