الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 يونيو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
امرأة كانت خاطئة
فلمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ ..ذَلِكَ، تَكَلَّمَ ..قَائِلاً: لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الاِمَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ ( لو 7: 39 )
لم تتكلم هذه المرأة، ولكن تعبُّدها كان نتيجة واضحة لشعورها الفائض بدينها للرب. لقد كانت خدمتها خدمة التواضع والمحبة التكريسية التي لم تطلب لها جزاءً ولا أجرًا. إن هذه الخدمة قد فضحت تصرف الفريسي وسلوكه، وبيَّنت الفرق واضحًا بينها وبينه، وبين تصرفها وتصرفه، وهو فرق شاسع، بل تباين تام.

ويا لمحبة المسيح الفائقة! ويا لصبره واحتماله! إذ وهو في بيت الفريسي لم يجد ترحيبًا أو قبولاً من أحد إلا من امرأة مجهولة الاسم، ومعروفة فقط بخطاياها الكثيرة. لقد كان المسيح ـ بعلمه السابق ـ يستطيع أن يتجنب هذه المعاملة وهذه العداوة في بيت سمعان، ولكنه بنعمة متواضعة ذهب إلى هناك، وبصبر عجيب استمر هناك. ومع أنه عرف أفكار الفريسي المُستترة، لكنه تحدث إليه بوقار، وبطريقة ليتنا نتمثَّل به فيها: «يا سمعان، عندي شيء أقولهُ لكَ»، وسمعان أجاب بدون إبطاء: «قُلْ، يا معلِّم». قالها سمعان بطريقة تكاد تكون رغمًا عن إرادته. وفي حديث الرب نرى المديونين يواجهان دائنهما؛ هذا الدائن الذي كان على استعداد لأن ينفق كل شيء, حتى الموت، لكي يغفر خطيتهما كليهما. ثم سأل الرب سؤالاً بسيطًا واضحًا حتى إنه لا يستطيع أحد أن يخطئ الإجابة عليه، وكاد الفريسي ألا يجيب، ولكنه لم يقدر لئلا يُظن أنه غير قادر على الحكم والتمييز، فأجاب على سؤال الرب، واستمعت المرأة برأس منحنية إلى هذا الحديث. إن محبتها الشديدة التي دفعتها إلى المجيء قد وجدت تجاوبًا عند الرب كما هو الحال دائمًا. إن هذه الرسالة لها، والمقارنة واضحة. فالمديون الذي كان عليه خمسمائة دينار ـ هي نفسها ـ وهي أيضًا قد نالت غفرانًا مجانيًا! لقد نالت ما كانت تتوق إليه، لقد غفر لها خطاياها، وأكد لها ذلك، وأوصل الرب يسوع الرسالة لها بكل وضوح وبكل دقة.

وهكذا تركت بيت سمعان، حيث كان الكثيرون «يقولون في أنفسهم»، وتضطرب في صدورهم عوامل القلق وعدم الاستقرار. أما هي فكانت مستريحة ومستقرة ”في نفسها“. كانت القارورة خالية الآن من الطيب الثمين، إذ قدَّمت للرب يسوع ما كان لديها، وكان قلبها مملوءًا بذكريات ثمينة غزيرة. وفي «جِدَّة الحياة» سارت هذه المرأة، تعززها وتؤيدها كلمات التأكيد التي صدرت من المخلِّص «مغفورة لكِ خطاياكِ ... إيمانكِ قد خلَّصكِ! اذهبي بسلام».

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net