الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 يونيو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمان: امضِ بسلام
عَنْ هذَا الأَمرِ يَصْفَحُ الرَّبُّ لِعَبْدِكَ: عَنْدَ دُخُولِ سَيّدِي إِلَى بَيْتِ رِمُّونَ ليَسْجُدَ..، وَيَسْتَنِدُ عَلَىَ يَدِي فَأَسْجُدُ.. ( 2مل 5: 18 )
من الواضح أن نعمان قد تغيَّر سلوكه إذ قد نشأت فيه أفكار جديدة وإحساسات جديدة، وابتدأ يشعر شعورًا جديدًا بمسؤولية لم يكن يعرفها من قبل، فقبل تطهيره كانت كل مجهوداته منصرفة إلى الخلاص من البَرَص، أما الآن فقد تحولت تلك المجهودات إلى كيفية السلوك أمام الله الذي طهَّره.

على أن التحفظ الذي يعمله نعمان، من جهة السجود في بيت رمون، أدنى بكثير من المستوى الواجب، لأن التعبد الصحيح لا يشترط شروطًا ولا يسعى في الحصول على تحاليل وفتاوي، فمتى رأيت شخصًا يقول: هل أعمل هذا الأمر؟ هل هذا العمل حرام؟ أي ضرر في هذا العمل؟ وأمثال هذه الأسئلة، فاعلم أن المسيح لم يأخذ بعد مركزه الحقيقي في قلبه. لأنه إن كان محور النفس هو المسيح فحينئذٍ يكون هو القانون للحياة والمقياس والمحك لجميع الأعمال. فالمسألة ليست ما هو الضرر في هذا الأمر، بل هل هذا الأمر في المسيح؟

أيها القارئ العزيز إنه لمقياس منحط جدًا أن نبحث عن مقدار ما يمكننا أن نتمتع به من الملذات دون أن نفقد خلاصنا الأبدي. ليست هذه هي المسيحية، إنما المسيحية هي «لي الحياة هي المسيح» ( في 1: 21 ). يا ليتنا نختبر قوتها ونُظهر أثمارها!

وفي جواب أليشع المختصر لنعمان درس نافع لنا، فهو لا يضعه تحت أي نظام ناموسي لأن هذا لا يتفق مع نعمة الله، كما لم يتفق معها أخذْ فضة ثمنًا للتطهير، وهو لا يضع نيرًا على عنقه لأنه سبق فتمتع بكل شيء من مجرد النعمة المجانية. وفي الوقت نفسه لا يقدر أن يصرِّح له بما طلب لأن هذا معناه التصريح بعبادة الأوثان. فماذا يعمل؟ وكيف يجاوبه؟ «قال له: امضِ بسلام» (ع19)، وبذلك يحيله إلى تلك النعمة التي سبق وتمتع بها، فهو لا يضعه تحت عبودية، بل يترك له فرصة لممارسة المسؤولية الشخصية. وكأني بنعمان بعد سماعه هذا الجواب تتنازعه الأفكار، فيقول في نفسه: هل أقدر أن أمضي بسلام من مذبح يهوه إلى هيكل رمون؟ هل أقدر أن أمضي بسلام من مذبح يهوه إلى هيكل الوثن؟ هل أستطيع أن أجمع بين مذبح التراب الذي أخذته وبين بيت رمون؟ يا له من تدريب نافع وجميل. والقلب الذي عرف شيئًا عن قيمة المسيح وعن قوة محبته التي تحصره لا يجد أية صعوبة في الإجابة عن تلك الأسئلة.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net