الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ايمان بارتيماوس - بين الصراخ والهدوء
فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ: يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمِني ( مر 10: 47 )
(1) صراخ الايمان: سمع بارتيماوس ابن تيماوس الأعمى، ومعنى اسمه ”المعتبر ابن المعتبر“ صوت جمع فسأل وعرف أن يسوع الناصري مجتاز. وإذ هو يؤمن أنه ابن داود؛ المسيا المنتظر فقرر الصراخ حتى يسمعه لأنه إن سمعه سيشفيه. فابتدأ يصرخ، وأمام إلحاح الجمع محاولة منعه من الصراخ ازداد صراخا أكثر كثيرًا. وظل يصرخ حتى التفت إليه الرب ونادى عليه. وما أروع صراخًا لا يهدأ حتى يُجيبه السيد!

(2) عمل الايمان: كانت صرخات المعتبر ابن المعتبر «يا ابن داود» بلَسَانْ لأُذني الرب (وهو في طريقه للرفض والصلب)، وربما لهذا تركه قليلاً ليصرخ ويصرخ، وكأنه له المجد يمتّع أُذنيه بآخِر سيمفونية فردية مُخلِصة تعترف بمسياويته؛ «يا ابن داود».

وإذ نادى الرب على بارتيماوس فإن صرخاته المدوية واعتراف شفتيه تُرجم عمليًا في الجري إلى الرب، طارحًا الرداء لكي لا يعوّقه، وقد كان الرداء هو كل ما يمتلكه بارتيماوس. فالايمان القلبي الناظر إلى الرب دائمًا يترك كل ما يعوقه عن الركض اليه. ولا عَجَب لابن تيماوس أن يتبع الرب بعد أن أبصر إن كان قد ترك كل شيء قبل أن يُبصر.

(3) هدوء الايمان: نادى الرب على بارتيماوس وسأله عما يريده، ليعطيه فرصة ليعلن عن إيمانه علانيةً «أن أُبصر». وأعطاه الرب البصر هدية لإيمانه، ليمتّع عينيه بابن داود الذي آمن به دون أن يراه. وما أروعه وهو صاحب الصوت المرتفع والذي لم تستطع الجموع أن تخمده يتبع الرب في الطريق بمنتهى الهدوء فلا نسمع صوته مرة أخرى! لقد نال احتياجه قبل أن يتبع الرب، فتبعه راغبًا في شخصه وطريقه ولا شيء آخر. اتبعه بهدوء تام لأن التلمذة دائمًا في الهدوء. انجذب بارتيماوس بنعمة الله التي لم تحتقر شحاذًا أعمى مثله ولكنها أوقفت كل المسيرة لأجله، فها هو يوقفْ كل حياته لأجل سيده.

(4) قرارات الايمان: قرر بارتيماوس أن يصرخ إذ سمع بموكب الرب، وإذ ناداه الرب قرر طرح الرداء، وإذ انفتحت عينيه قرر لا للإستجداء بل أن يتبع الرب في الطريق. وما أروع الايمان وقراراته المصيرية والسريعة والصحيحة. ويعوزنا الوقت لنُخبر عن ايمان بدأ من العمى والإستجداء، وانتهى برؤية الرب ومعيته.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net