الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعمة والحق
فَسَقَطَتْ عَلَىَ وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلى الأَرْضِ وَقَالَتْ لَهُ: كَيْفَ وَجَدْتُ نِعْمَةً فيِ عَيْنَيْكَ حَتَّى تَنْظُرُ إليَّ وَأَنَا غَرِيبَةٌ ( را 2: 10 )
إننا لا نجد في بوعز فقط ظلالاً مسبّقة لأمجاد فادينا العظيم، بل إعلانًا جميلاً لطرق الرب بالنعمة في تعاملاته معنا فرديًا. إنه من امتيازنا لا أن نتعلم فقط الحق المختص بشخصه وبعمله، بل أن نختبر تعاملاته بالنعمة التي ننقاد بها إلى معرفة شخصه.

لقد تميَّزت طرق بوعز، جبار البأس مع راعوث، بالنعمة والحق، ليستحضر أمامنا المجيد الذي أتى بالنعمة والحق. ونحن في ضعفنا قد نُظهر النعمة على حسب الحق، أو نحفظ الحق على حساب النعمة، ولكن مع المسيح نجد التعبير النهائي للنعمة مع حفظ الحق كاملاً.

إننا نجد في بوعز النعمة في لمساتها المؤثرة إذ يضع كل غناه تحت تصرف الغريبة الآتية من موآب، والتي بحسب حرفية الناموس لا يحق لها أن تدخل جماعة الرب ( تث 23: 3 ). فحقوله وفتياته وفتيانه وآباره وقمحه وكل ما يملك تحت تصرف راعوث. وكان عليها أن تبقى في حقوله وأن تشتغل مع فتياته، وأن تجمع وراء فتيانه، وأن تشرب من بئره. إنه لم يتكلم كلمة من جهة أصلها وغربتها وفقرها. ولا كلمة تعيير على الماضي، ولا تهديد للمستقبل، ولا مُطالبة لها عما تجمعه في الحاضر من المحصول، فالكل مُعطى لها بمُطلق النعمة السخية. إنها ظلال لتعاملات المسيح مع الخطاة نظيرنا. إن النعمة تضع أفضل هِبات السماء تحت تصرف امرأة خاطئة عند بئر سوخار، والنعمة هي التي أمرَت سمك البحر أن يدخل في شبكة رجل مملوء بالخطية مثل بطرس، وهي التي تفتح فردوس الله للّص ميت.

وكما نعرف جيدًا أن غنى النعمة لا يُضعف نور الحق ولمعانه. نعم، فإن النعمة تستدعي الحق. ولم يكن بوعز بحاجة أن يُذكِّر هذه الغريبة بأصلها الوضيع. وهي نفسها اعترفت بالحق، ولكنها نعمة بوعز هي التي جذبت اعترافها. لقد سقطت على وجهها إلى الأرض أمام بوعز، ولم تحسب نفسها شيئًا أمام إدراكها لعظمة الشخص الذي تقف أمامه، والتي اعترفت بكل بركة نالتها منه. وبسؤالها أجابت: «كيف وجدتُ نعمةً في عينيك؟». إنها لم تجد في نفسها أي استحقاق لهذه النعمة، واعترفت بحسب الطبيعة أنه لا يحق لها أية مطالبة لبوعز، إذ اعترفت: «وأنا غريبة». وهي بمفردها أمام نعمة بوعز أعطته مكانه الحقيقي واتخذت مكانها الصحيح، مُذكِّرة إيانا بطرق النعمة والحق في ربنا يسوع المسيح.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net