الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يهوذا بن يعقوب
فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ هيَ أبرُّ مِنيّ لأَنّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنيِ، فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا أيَْضًا ( تك 38: 26 )
لقد هانت على يهوذا دموع أخيه يوسف لمَّا استرحمه ولم يسمع له، بل باعه للإسماعيليين. وهانت عليه دموع أبيه وهو يراه منسحقًا يتفحص قميص يوسف الملوَّن الملطخ بالدم. كان يهوذا يتمنى أن أباه يتعزى وينسى ويكف عن البكاء، لكن هذا لم يحدث. وتحت شعور بالذنب كان ضميره مثقلاً، وبدلاً من أن يعترف ويتوب، قرر أن يبتعد عن البيت وعن أبيه وإخوته. فنزل إلى صديقه العدلامي، وأراد أن يتزوج. فارتبط بابنة رجل كنعاني ، كاسرًا المبدأ الإلهي الذي علَّمه إبراهيم لعبده (تك24). ونحن لا نعرف مَن هي هذه الزوجة، فلم يُذكر اسمها. لكننا نعرف أنها ابنة كنعاني ”تاجر“ اسمه شوع ”غني“. فكانت بالنسبة له صفقة تجارية. ولدت هذه الزوجة ثلاثة بنين، لم يهتم يهوذا أن يربيهم في مخافة الرب، بل اهتم بزواجهم. فأخذ ثامار لابنه البكر الذي كان شريرًا في عيني الرب فأماته الرب. طلب يهوذا من ابنه الآخر أن يُقيم نسلاً لأخيه، لكنه لم يُرِد أن يفعل، وفعل ما قبح في عيني الرب فأماته الرب كذلك. ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امرأة يهوذا. لقد ثقلت يد الرب عليه فمات له ثلاثة هم أقرب مَن له، ابناه في شبابهم وزوجته، فهل بكى وحزن عليهم؟ كلا بالأسف! فعنه نقرأ القول: «ثم تعزى». كيف بهذه السرعة ينسى امرأته، وكيف لم يذرف عليها دمعة واحدة؟ وعندما تعزى، ماذا فعل؟ صعد إلى جُزاز غنمه إلى تمنه هو وحيرة صاحبه. أُخبرت ثامار أن يهوذا صاعد ليجز غنمه فتغطت ببرقع وجلست على الطريق كأنها زانية. كانت تعرف أخلاق يهوذا، ولو كان عفيفًا ما فعلت ذلك. وكان الخطأ عنده أنه لم يُعطها شيلة ابنه الثالث.

كان يهوذا رجلاً كبيرًا في مقام الجد وليس فقط الأب، وثامار فتاة صغيرة. لكن السن ليس حصانة ضد الوقوع في الخطية. علم يهوذا ماذا كان سيفعل، وأن هذه خطية عظيمة، لكنه لم يرتعد ولم يتراجع. ظن أن أجرة الخطية هي جدي معزى، وأنه بذلك سيكفر عن خطيته. لكن الحقيقة أن «أجرة الخطية هي موت». والكفارة الحقيقية كانت في الصليب. أُخبر بعد فترة أنها حُبلى من الزنى فحكم عليها أن تُحرق، وعندما اكتشف أنه هو الجاني قال: «هي أبر مني». ليتنا نرتعد من هول الفساد الذي فينا ونتوب إلى الرب فيرحمنا، وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران.

يا ربُّ إني آثمُ فليغسلن إثمي الدمُ
إني إليكَ أَقدمُ يا حملَ اللهِ الوديعْ

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net